حميد شهبوني يكتب: بوبلاو بين التهميش والطموح الحضري

اقتصاد الشرق
في مبادرة مدنية تستشرف مستقبل مدينة الناظور، قدّم الفاعل المحلي حميد شهبوني تصورًا طموحًا لإعادة تأهيل هضبة بوبلاو، إحدى أبرز النقاط الجغرافية المطلة على المدينة، والتي تعاني منذ سنوات من العشوائية العمرانية والتهميش الخدمي.
وأكد شهبوني في مداخلته أن هذه الهضبة، التي تزخر بموقع استراتيجي وإطلالة خلابة على بحيرة مارشيكا، تُمثل فرصة ضائعة، يمكن تحويلها إلى فضاء حضاري وسياحي متكامل، شريطة توافر إرادة سياسية، وتعاون بين الجماعة الحضرية، السلطات المحلية، والمجتمع المدني.
خطة تأهيل من ستة محاور
وقد اقترح شهبوني رؤية شاملة تعتمد على ستة محاور رئيسية، تمس البنية التحتية، المشهد الجمالي، الاقتصاد المحلي، الأمن، البيئة، والسياحة.
- تهيئة البنية التحتية:
يشمل ذلك تعبيد الشوارع بالحجر الموحد (البيڤي)، وتحديث شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي، بما ينسجم مع المعايير الحضرية الحديثة.
- تحسين الواجهة البصرية:
عبر توحيد صباغة المنازل بألوان مستوحاة من المعمار المحلي، وإزالة الأسلاك الكهربائية العشوائية وتعويضها بشبكات تحت أرضية.
- إنعاش الاقتصاد المحلي:
يدعو التصور إلى خلق فضاءات لعرض المنتوجات التقليدية، وإنشاء مقاهٍ تراثية، إلى جانب تشجيع مشاريع رياضات وفنادق صغيرة تطل على الهضبة.
- تعزيز الأمن والنظافة:
من خلال الإنارة العمومية، القضاء على “النقط السوداء”، وتنظيم حملات نظافة بمشاركة الساكنة والجمعيات المحلية.
- إبراز الهوية الثقافية للهضبة:
يقترح شهبوني نصبًا رمزيًا عند مدخل الهضبة يحمل العبارة: “حمار على ظهره الرمل والأجور والإسمنت”. في إشارة ساخرة ومعبّرة عن كفاح سكان الهضبة في التشييد رغم التهميش.
- تشجيع السياحة الداخلية والخارجية:
يشمل ذلك إدماج الهضبة في المسارات السياحية للمدينة، وتنظيم زيارات مدرسية وجامعية، وإطلاق حملة رقمية تروّج لمؤهلاتها.
دعوة إلى الالتفاف المجتمعي
واختتم شهبوني تصوره بالتأكيد على أن هضبة بوبلاو ليست مجرد منطقة عمرانية، بل ذاكرة حية للمدينة وساكنتها، داعيًا الجميع إلى الالتفاف حول مشروع جماعي يرمي إلى تحويلها من رمز للعشوائية إلى فضاء حضاري يعكس طموحات الناظور وأبنائه.