الناظور

الاقتصاد الأخضر في الناظور: الكروم والابتكار لمواجهة التحديات المناخية

اقتصاد الشرق

في منطقة الناظور، تُجرّب زراعة الكروم بتقنيات حديثة، حيث تتكيف الزراعة بفضل تحلية المياه والأبحاث العلمية. شارك مائة طالب في علم الأحياء في تجربة غامرة داخل مزرعة نموذجية، ضمن تعاون بين الجامعة والمزارعين لتحويل الكروم إلى مجال للابتكار.

مع تناقص منسوب المياه الجوفية وزيادة الضغوط المناخية، تعتمد منطقة الناظور على مورد لا ينضب: المعرفة. في مزرعة كروم تجريبية في بني وكيل، أنهى الطلاب تجربة علمية مكثفة حول فسيولوجيا النباتات التطبيقية في زراعة الكروم، تحت إشراف الكلية المتعددة التخصصات في الناظور. شمل البرنامج الري المُحكم، التغذية المعدنية للنباتات، وكفاءة استخدام المياه، مع التركيز على مراقبة تأثير التمثيل الضوئي على جودة العناقيد. تُواجه المزرعة تحديًا كبيرًا وهو المياه الجوفية المالحة، التي تتراوح نسبة الملوحة فيها بين 5 و7 غرامات لكل لتر، ومع ذلك تزدهر الكروم.

في هذه المزرعة، فتح المزارع الرائد مصطفى محمودي أبواب كرومه للطلاب، حيث قام بتركيب نظام لتحلية المياه أصبح حيويًا في هذه المنطقة الشمالية الشرقية. يؤكد محمودي: “علينا التكيف، والتعاون مع الجامعات ضروري لتحقيق ذلك”. هذه الزيارة التعليمية تجاوزت كونها مجرد رحلة ميدانية، بل أصبحت جسرًا بين الدقة العلمية والواقع الزراعي، كما يصفها كمال أبركاني، الأستاذ الباحث في كلية الناظور. تمكن الطلاب من تطبيق مفاهيم التغذية النباتية في سياق عملي، والتواصل مع المزارعين، وفهم الأبعاد الاقتصادية الكامنة وراء كل قرار زراعي.

يأتي هذا المشروع في إطار تعزيز القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، بدءًا من زراعة الكروم. مع تزايد موجات الجفاف وندرة الموارد المائية، فإن التحدي مزدوج: ضمان الاستدامة البيئية وتأمين الأمن الغذائي للبلاد. تقول وفاء الإيماني، إحدى الطالبات المشاركات: “غيرت هذه التجربة نظرتي تمامًا نحو فسيولوجيا النبات، فأنا الآن أدرك أن الضوء والماء والعناصر الغذائية ليست مجرد متغيرات معملية، بل أدوات حاسمة لإطعام السكان”.

تُحظى هذه المبادرة بتقدير كل من الأساتذة والمهنيين الزراعيين، وقد تشكل نقطة تحول. الفكرة هي تكرار مثل هذه التفاعلات، وإطلاق برامج مشتركة للبحث التطبيقي، وتكوين كفاءات تجمع بين المعرفة العلمية والخبرة الميدانية. قد يعتمد مستقبل الكروم على مختبرات متنقلة ومعارف مشتركة، وفي الناظور، أصبح العنب اليوم محورًا للبحث والابتكار.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button