وجدة

وجدة.. مشاريع اجتماعية وتربوية تعزز العدالة المجالية

اقتصاد الشرق

شهدت مدينة وجدة، يوم الثلاثاء 20 ماي 2025، برنامجًا ميدانيًا مكثفًا احتفالًا بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أتت هذا العام تحت شعار: “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”. ترأس هذه الأنشطة السيد خطيب الهبيل، والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنجاد، بحضور رئيس مجلس جهة الشرق ووفد رسمي يضم عددًا من ممثلي السلطات والقطاعات الشريكة.

زيارات ميدانية لمشاريع اجتماعية رائدة

انطلقت فعاليات البرنامج بزيارة ميدانية إلى المركب الاجتماعي النجد، الذي تم إنجازه سنة 2008 بشراكة مع الجمعية الخيرية الإسلامية، ويستهدف الأطفال المتمدرسين في وضعيات هشّة. يعكس هذا المشروع، الذي استفاد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التزام الدولة بروح الاستمرارية في رعاية الفئات الأكثر هشاشة.

في نفس السياق، قام الوفد بزيارة دار الفتاة التي أنشئت في نفس السنة وتُسيّر من قبل الجمعية ذاتها، حيث تحتضن 128 تلميذة في وضعية صعبة، ما يعكس الحرص على توفير بيئة ملائمة للتمدرس والإيواء لفتيات الأسر المعوزة.

ولم تُغفل الزيارة فئة الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث تمت معاينة دار الطفل “تبسم”، المخصصة للأطفال المصابين بمتلازمة داون، والتي تستقبل حوالي 60 طفلًا. وساهمت المبادرة في دعم هذا المشروع عبر توفير حافلة للنقل المدرسي، في دلالة واضحة على العناية الممنوحة لهذه الفئة من المجتمع.

تندرج هذه الزيارات في إطار تثمين المكتسبات التي تحققت على مدى عقدين من الزمن، والعمل على تعزيز المبادرات الاجتماعية الهادفة إلى ترسيخ العدالة المجالية والاجتماعية، بما يتماشى مع الشعار الأساسي للمبادرة: “الإنسان أولًا”.

تدشين مشاريع جديدة وتوسعة البنية الاجتماعية والثقافية والرياضية

وشهد البرنامج كذلك تدشين المركب السوسيو-ثقافي “النور”، الذي أنجز سنة 2007 بهدف تمكين ساكنة حي النور والأحياء المجاورة من الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، في خطوة تعكس البُعد الشمولي للمبادرة الوطنية في المجال الثقافي والاجتماعي.

أما في المجال الرياضي، فقد شملت الزيارات المركب الرياضي الزرارقة، الذي يشكل متنفسًا هامًا لشباب المدينة. وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع 30 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ10 ملايين درهم، فيما ساهمت وزارة التربية الوطنية بـ20 مليون درهم، في إطار شراكة مؤسساتية نموذجية.

دعم الإيواء الجامعي وتشجيع التمدرس

وفي إطار دعم التمدرس، زار الوفد دار الطالبة، التي أنجزت سنة 2017 لفائدة 1200 طالبة جامعية، وذلك بهدف تحسين ظروف الإقامة والدراسة، وتشجيع التحصيل العلمي في أوساط الفتيات. كما شملت الزيارات دار الطالبة إسلي، التي تلعب دورًا محوريًا في توفير الإيواء لفتيات التعليم الثانوي والجامعي، بما يعزز فرصهن في متابعة الدراسة في بيئة ملائمة وآمنة.

توجه استراتيجي نحو التنمية البشرية الشاملة

جاء هذا البرنامج ليؤكد على أهمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تحولت خلال العقدين الأخيرين إلى رافعة استراتيجية للتنمية المجالية والاجتماعية، من خلال مشاريع ملموسة تمس حياة المواطنين وتضع الإنسان في صلب الأولويات التنموية.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button