80 مليون درهم لتأهيل مداخل عاصمة الشرق بعد 18 سنة من الانتظار

اقتصاد الشرق
بدأت مدينة وجدة تعرف التفاتة لبنيتها التحتية بعد انتظار دام ثمانية عشر عاماً، حيث شرعت السلطات أخيراً في عملية إعادة تأهيل شاملة للمداخل الأربعة الرئيسية للمدينة. هذه المحاور الحيوية التي تم تبليطها وتوسعتها آخر مرة عام 2007، عانت طوال هذه السنوات من الإهمال والتدهور بسبب العوامل الجوية والاستخدام المكثف، ما حولها إلى بؤر للخطر تعيق حركة السير وتنذر بمخاطر حقيقية على مستخدمي الطريق.
لا تقتصر معاناة الطرق على هذه المداخل فحسب، بل تمتد لتعم معظم الشوارع الرئيسية والطرف الكبرى في عاصمة الشرق. فالتشققات العميقة والحفر الكبيرة والإشارات المرورية المعطلة أصبحت ملامح يومية تزيد من معاناة المواطنين وتنعكس سلباً على الصورة الحضرية للمدينة. رغم تواتر شكاوى السكان وتكاثر المطالبات بالتدخل، بقيت الحلول ترقيعية وغير كافية لمعالجة جذور المشكلة.
في سياق متصل، جاء تعيين الوالي جديد ليشكل نقطة تحول في هذا الملف. حيث أطلقت سلسلة من المشاريع التنموية الكبرى التي تعكس إرادة حقيقية لإحداث نقلة نوعية في البنية التحتية للمدينة. وتأتي عملية إعادة تأهيل المداخل الأربعة كأولوية ضمن هذه الرؤية التنموية الشاملة، باعتبارها الواجهة الأولى التي تترك الانطباع الأول لدى الزوار عن مستوى تطور المدينة وتقدمها.
ولقد تم تخصيص ميزانية أولية لهذا المشروع تقدر بثمانين مليون درهم، تم تجميعها عبر شراكة بين عدة جهات. حيث ساهمت وزارة التجهيز والماء بثلاثين مليون درهم، بينما خصصت وزارة الداخلية خمسة عشر مليون درهم عبر مديرية الجماعات الترابية. كما شارك مجلس جهة الشرق بخمسة عشر مليون درهم، وأضافت جماعة وجدة الحضرية عشرين مليون درهم لإكمال المبلغ المطلوب.
تمثل هذه المبادرة أكثر من مجرد مشروع طرق تقليدي، فهي تجسد رؤية متكاملة تهدف إلى تحويل مداخل المدينة إلى بوابات حضارية تعكس الهوية المحلية وتترجم طموحات التطور والرقي. كما أكد المسؤولون أن هذا المشروع يأتي في إطار استراتيجية أشمل تهدف إلى تعزيز مكانة وجدة كقطب جهوي يجمع بين الأبعاد الاقتصادية والبيئية والجمالية.
تشمل خطة العمل إعادة تأهيل أحد عشر كيلومتراً موزعة على أربعة محاور رئيسية. يبدأ العمل بالمحور الأول الممتد على طول كيلومتر وثلاثمائة متر على الطريق الوطنية رقم ستة الرابط بين وجدة وتازة. يليه المحور الغربي بطول أربعة كيلومترات ومائة متر، ثم المحور الشمالي بمسافة ثلاثة كيلومترات وثلاثمائة متر. أما المحور الجنوبي فيشمل الطريق الوطنية رقم سبعة عشر الرابط بين وجدة وجرادة على مسافة كيلومترين وأربعمائة متر.
لا تقتصر الأعمال على الطرق فقط، بل تتضمن حزمة متكاملة من التحسينات المرافقة. حيث سيتم تركيز الجهود على تحديث نظام الإنارة العمومية، وإعادة تأهيل الأرصفة ومواقف السيارات، وتطوير نظام إشارات المرور بمختلف أنواعها. كما خصص جزء مهم من المشروع لتجميل المحيط عبر تجديد المساحات الخضراء وزراعة أشجار الزينة التي ستضفي طابعاً جمالياً على هذه المداخل.