مقاولات

أرباح صوناصيد تقفز بـ117% نتيجة انتعاش البناء

اقتصاد الشرق

شهدت شركة سوناسيد، الرائدة في قطاع الحديد والصلب بالمغرب، أداءً استثنائياً خلال العام 2024، حيث سجلت نمواً ملحوظاً في كافة مؤشراتها المالية. جاءت هذه النتائج الإيجابية في ظل تحسن ظروف السوق المحلية وزيادة الطلب على منتجات البناء، مدعومة بسياسة استثمارية ذكية ورؤية استراتيجية واضحة. تمكنت المجموعة من تحقيق قفزة نوعية في حجم مبيعاتها التي بلغت 5.495 مليار درهم، مسجلة نمواً بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق، بينما قفز صافي الربح بنسبة 117% ليصل إلى 141 مليون درهم، وهو أعلى مستوى تحققه الشركة منذ 2009.

يعود هذا الأداء المتميز إلى عدة عوامل رئيسية، يأتي في مقدمتها النجاح في خفض التكاليف التشغيلية من خلال برنامج التميز التشغيلي الذي حقق وفورات تقدر بـ80 مليون درهم. كما أسهم التحول نحو إنتاج سلع ذات قيمة مضافة عالية، مثل أسلاك الحديد المسبق الإجهاد، في تعزيز هوامش الربحية. وقد أكد إسماعيل أكلاي، المدير العام للمجموعة، أن هذه النتائج تتوافق تماماً مع التوقعات التي رسمها في إطار الخطة الاستراتيجية الطموحة للمجموعة، مشيراً إلى أن العام 2024 شهد طفرة في الطلب على منتجات الشركة بسبب المشاريع الكبرى في مجال البنية التحتية.

تمكنت سوناسيد من تعزيز وضعيتها المالية بشكل لافت، حيث بلغت السيولة النقدية الفائضة 722 مليون درهم في نهاية العام الماضي. وهذا ما مكنها من مضاعفة استثماراتها أربع مرات بين عامي 2019 و2024، حيث وصلت الاستثمارات إلى 197 مليون درهم موجهة بشكل رئيسي نحو تطوير وحدات إنتاجية جديدة ورفع الكفاءة التشغيلية. وتطمح الإدارة إلى إنشاء وحدة صناعية جديدة كل عام حتى 2030، مع هدف طموح يتمثل في مضاعفة حجم الأعمال وزيادة الأرباح ثلاث مرات خلال السنوات الخمس المقبلة.

يأتي هذا النجاح في وقت يشهد فيه الاقتصاد المغربي تحولات إيجابية، كان أبرزها قرار بنك المغرب بخفض سعر الفائدة بمقدار 0.25%. ويعتقد الخبراء أن هذا الإجراء سيكون له تأثير إيجابي على قطاع البناء والعقارات، مما سينعكس بدوره على زيادة الطلب على منتجات الحديد والصلب. وقد عبر المدير العام للمجموعة عن تفاؤله بهذا التطور، مشيراً إلى أن انخفاض تكلفة التمويل قد يحفز المزيد من المشاريع الإنشائية ويعيد الحيوية لسوق مواد البناء.

في الجانب البيئي، تواصل سوناسيد تنفيذ برنامجها الطموح “Act For Impact” الذي يهدف إلى تقليل البصمة البيئية مع تعزيز القدرة التنافسية. وقد توجت هذه الجهود بافتتاح مصنع جديد لأسلاك الحديد المسبق الإجهاد في ديسمبر الماضي، والذي تمكن من بيع إنتاجه بالكامل منذ الشهر الأول للتشغيل. وتكتسب هذه الخطورة أهمية استراتيجية خاصة مع اقتراب موعد تطبيق الضريبة الكربونية الأوروبية على واردات الصلب بدءاً من عام 2026، مما يضع سوناسيد في موقع تنافسي مميز لتوسيع صادراتها نحو الأسواق الأوروبية.

على صعيد البورصة، حظيت المجموعة بثقة كبيرة من قبل المستثمرين، حيث شهد سهمها ارتفاعاً كبيراً من 265 درهماً في عام 2020 إلى 1650 درهماً في مارس 2025. ويعزو المسؤولون في الشركة هذا الأداء القوي إلى وضوح الرؤية الاستراتيجية ونجاح السياسات التشغيلية، بالإضافة إلى تفهم السوق لمسار النمو الذي تتبناه المجموعة. مع استمرار التوجهات الإيجابية في السوق المحلية وتوسع المشاريع الاستثمارية، يتوقع المراقبون أن تحافظ سوناسيد على زخمها الإيجابي خلال الفترة المقبلة، مما يعزز موقعها كأحد أهم اللاعبين في قطاع الصناعات التحويلية بالمغرب.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button