ندوة سيكوديل.. تقييم عقدين من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

اقتصاد الشرق
احتفاءً بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نظم مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية “سيكوديل” ندوة علمية تحت عنوان “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. خطوة لتكريس العدالة الاجتماعية والولوج إلى الخدمات الأساسية”.

جاء هذا اللقاء العلمي مساء يوم الخميس 26 يونيو 2025 كمساهمة في فتح نقاش عمومي هادئ حول إنجازات المبادرة والتحديات التي تواجهها، في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المغرب.افتتحت الندوة بكلمات ترحيبية ألقاها رئيس المركز السيد صالح العبوضي، والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني السيد حسن طلحة، وممثل عمالة الناظور السيد محمد الورياشي.

أكد المتحدثون على أهمية هذا اللقاء في تقييم مسار المبادرة وتثمين مكتسباتها، مع التركيز على دورها في تعزيز العدالة الاجتماعية وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين.تضمنت الندوة مداخلات علمية غنية، حيث قدم الأستاذ قيس مرزوق الورياشي، أستاذ علم الاجتماع والرئيس المؤسس للمركز، قراءة تحليلية لتجربة “سيكوديل” كأول جمعية تنخرط في مشاريع المبادرة. سلط الضوء على النجاحات المحققة كما ناقش بعض الصعوبات التي واجهتها المبادرة، معتبراً إياها نتاجاً لعوامل ذاتية وموضوعية وثقافية.من جانبه، تناول الأستاذ عادل الرشدي، الأستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، تأثير السياق الدولي بعد جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. أكد على أن هذا القطاع يشكل رافعة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل المتغيرات العالمية الراهنة.أما السيد محمد الورياشي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الناظور، فاستعرض البرامج التي أطلقتها المبادرة الوطنية منذ تأسيسها، مشيراً إلى تطورها عبر ثلاث مراحل متتالية.

شدد على أهمية الحكامة الجيدة في تحقيق أهداف المبادرة المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وتمكين الفئات الهشة من الخدمات الأساسية.وفي مداخلة بعنوان “فلسفة المبادرة الوطنية والبعد التشاركي والتنموي”، تناول الأستاذ عبد الصمد بلقائد، مدير المصالح بجماعة سلوان، البرامج الجوهرية للمرحلة الثالثة من المبادرة. ركز على مبادرات التعليم الأولي، وصحة الأم والطفل، ومواكبة الطفولة، مؤكداً على دورها الحيوي في تنمية رأس المال البشري وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.شهدت الندوة تفاعلاً ملحوظاً من الحضور، حيث أثرى المشاركون النقاش بملاحظاتهم وتوصياتهم القيمة.

طالب الحاضرون بضرورة تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين، والانفتاح أكثر على المجتمع المدني كشريك أساسي في تنفيذ أهداف المبادرة. كما أكدوا على أهمية مواصلة الجهود لضمان استدامة المشاريع وتحقيق الأثر الملموس في حياة المواطنين.