الجهة

تفاصيل أكبر مشروع استثماري في تاريخ الجهة الشرقية

اقتصاد الشرق

اختارت مجموعة “شاندونغ يونغشينغ” الصينية العالمية المتخصصة في صناعة الإطارات، المنطقة الصناعية المتسارعة (ZAI) بميناء “ناظور ويست ميد” لإنشاء أول مصنع لها في إفريقيا. وقد قامت المجموعة، التي أعلنت رسميًا عن استقرارها في هذه المنطقة، بتخصيص استثمار بقيمة 6 مليارات درهم لتحويل الأرض التي حصلت عليها (52.6 هكتار) إلى أول “جيجا فاكتوري” في المنطقة.

تمثل المنشأة الجديدة أهمية كبيرة من عدة جوانب. أولاً، من حيث حجم الاستثمار الذي يُعد أحد أكبر الاستثمارات التي شهدتها المنطقة على الإطلاق، مما سيساهم في خلق دينامية صناعية ونظام إيكولوجي تنافسي. كما أن المشروع مهم من حيث فرص العمل التي سيولدها، حيث سيتم خلق 1,737 وظيفة، مع تعزيز كفاءة الموارد البشرية المحلية عبر برنامج منظم للتدريب ونقل التكنولوجيا، وهو ما يتماشى مع الهدف الرئيسي لميثاق الاستثمار المتمثل في خلق وظائف مستدامة.

بعد المجموعة الصناعية الصينية المتخصصة في تصنيع شفرات توربينات الرياح “Aeolon”، حان دور “شاندونغ يونغشينغ”، الرائدة عالميًا في صناعة الإطارات، لاختيار المنطقة الصناعية المتسارعة بالناظور.

سيجعل هذا المشروع دون شك من منطقة الشرق منصة صناعية ولوجستية ذات بعد قاري، موجهة نحو الأسواق الأوروبية والإفريقية. ويشمل الاستثمار عدة مكونات تكنولوجية متقدمة، مثل إنشاء مصنع ذكي متصل عبر إنترنت الأشياء (IoT)، يغطي سلسلة القيمة بالكامل: الإنتاج، الخدمات اللوجستية، مراقبة الجودة، ابتكار المواد، وإعادة تدوير الإطارات المستعملة. كما يشمل المشروع مركزًا للبحث والتطوير يركز على تطوير إطارات مخصصة للمركبات الكهربائية، استجابة لمتطلبات التنقل المستدام.

وصرح رشيد رامي، المدير المنتدب للوكالة الجهوية للاستثمار بالشرق، لصحيفة “إيكونوميست”: “مثل هذا المشروع الضخم كان ينتظره الجميع، لأنه سيعزز النظام الإيكولوجي للسيارات في المنطقة وسيشجع جذب صناعيين آخرين في قطاع السيارات، بما في ذلك المصنّعون والأنظمة المرتبطة بهم. وهذا يؤكد دور هذه المنطقة الصناعية كميناء ذي بعد دولي، قادر على استضافة مصانع ضخمة للتنقل المستدام والطاقات المتجددة والصناعة automotive.”

تختص مجموعة “شاندونغ يونغشينغ” في إنتاج إطارات الشاحنات (TBR) والسيارات (PCR)، وتغطي أنشطتها التطوير والإنتاج والتسويق. ومن بين منتجاتها التصديرية الرئيسية إطارات “Tracmax Doupro” و”Rotalla” الشعاعية. وتتمتع الشركة بإدارة وتقنيات عالية الجودة، ونظام فعال لمراقبة الجودة وخدمة ما بعد البيع، بالإضافة إلى معدات تصنيع واختبار متطورة. وتأتي معدات مصانعها من فرنسا وأمريكا وألمانيا، كما أن إطاراتها الشعاعية تحت العلامة التجارية “Rockstone” تُعد من المنتجات العالمية الرائدة، وفقًا لما أكدته الشركة.

عرض جذاب

حتى الآن، أبدت حوالي 20 شركة اهتمامًا كبيرًا بالمنطقة الصناعية المتسارعة في “ناضور ويست ميد”، والتي تتمتع بموقع استراتيجي يقلل من التكاليف اللوجستية للاستيراد والتصدير. كما تستفيد المنطقة من بنية تحتية متطورة تشمل شبكات طرقية (طريق سيار، طريق سريع، مسارات مزدوجة، وشبكة طرق وطنية)، وسكك حديدية (خط جرسيف-الناظور)، ووصلة بحرية. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر المنطقة على رأس مال بشري جاهز للعمل، كما يمكن للمشاريع الاستفادة من مزايا الطاقات المتجددة والتحول نحو الصناعة منخفضة الكربون.

تمتد المنطقة على مساحة 300 هكتار (المرحلة الأولى)، مع إمكانية التوسع إلى 1000 هكتار إضافية. وتستفيد الشركات التي تقيم فيها من مزايا ميثاق الاستثمار، بما في ذلك الدعم الحكومي والحوافز الإقليمية. ومع ذلك، يتعين على هذه المشاريع الكبرى أن تلعب دورًا محوريًا في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية، مع تعزيز التأثير الاقتصادي على جميع أقاليم المنطقة.

وتعمل الجهة وفقًا لخطتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بالمناطق الصناعية في جميع أقاليم الشرق الثمانية، بينما تتمثل الثانية في خطة لوجستية تم إعدادها بالتعاون مع الوكالة المغربية لتطوير اللوجستيك.

نظام إيكولوجي ملائم

يأتي اختيار المنطقة الصناعية المتسارعة بميناء “ناضور ويست ميد” لإنشاء هذا المصنع في إطار التنمية الاقتصادية التي تشهدها منطقة الشرق، خاصة منذ الخطاب المؤسس لـ18 مارس 2003، الذي جعل من الناظور قطبًا صناعيًا بامتياز للجهة.

مع توفر منطقتين صناعيتين حالياً — المنطقة الصناعية بسلوان والمنطقة الصناعية المتسارعة بالناظور ويست ميد — تشهد الأنشطة الصناعية تطورًا سريعًا في أقاليم الناظور والدريوش. ويؤكد الوكالة الجهوية للاستثمار بالشرق هذا الزخم، نظرًا للاهتمام الكبير من قبل الشركات الوطنية والدولية بفرص الاستثمار التي توفرها هذه المنطقة.

بالطبع، تتطلب بعض المشاريع الاستراتيجية وقتًا أطول لتنفيذها نظرًا لحاجتها إلى استثمارات بمليارات الدراهم ودراسات متعمقة قبل اتخاذ القرار. وصرح مسؤول رفيع في الوكالة الجهوية للاستثمار: “لا تمر أسبوعًا دون أن نستقبل مستثمرين يرغبون في استكشاف المنطقة وبدء المناقشات الأولى لمعرفة كيفية إقامة مشاريعهم هنا.”

يتم دراسة الملفات المقدمة من قبل اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار، التي تشرف عليها ولاية الجهة، والمجلس الجهوي للشرق، والوكالة الجهوية للاستثمار. وقد قامت هذه اللجنة بتحديث آليات الترويج الإقليمي لتعزيز الرؤية، حيث أصبح شعار الوكالة الجديد هو: “من الجيد أن يكون لديك عرض، ولكن الأفضل أن تعرف كيف تسوّقه.”

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button