السياحة الثقافية في جهة الشرق تشهد استقبال 1200 سائح إسباني

اقتصاد الشرق
شهدت جهة الشرق نقلة نوعية في مجال التنشيط السياحي، حيث استقبلت أول مجموعة سياحية إسبانية كبيرة تضم 1200 سائح. جاءت هذه الزيارة نتيجة لمبادرة “فام تريب” التي نظمها شركاء محليون بالتعاون مع المركز الجهوي للسياحة بجهة الشرق ووكلات سفر إسبانية متخصصة.
تنويع العرض السياحي كاستراتيجية تنموية
أوضح السيد كوديجي منير، الرئيس المدير العام لمجموعة “أوماسين” المتخصصة في النقل والتنشيط السياحي، أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة يتمثل في تعزيز وتنويع العرض السياحي بالجهة، مع التركيز على الجوانب الثقافية والحضارية التي تميز المنطقة. وأشار إلى أن هذه الجهود تهدف إلى إبراز التنوع الثقافي والتراثي الذي تزخر به الجهة، مما يسهم في جذب شريحة أوسع من السياح.
من جانبه، أكد السيد يوسف زاكي، رئيس المركز الجهوي للسياحة بجهة الشرق، على أهمية تنويع المنتوج السياحي بالمنطقة. وأوضح أنه رغم الأهمية الكبيرة للسياحة الساحلية، إلا أن هناك فرصاً كبيرة في مجالات أخرى مثل السياحة الثقافية وسياحة الأعمال واستكشاف المناطق الداخلية، والتي يمكن أن تشكل رافعة إضافية للتنمية السياحية بالجهة.
تنظيم محكم وجهود لوجستية مكثفة
لضمان نجاح هذه العملية السياحية الكبيرة، قام الوكيل السياحي المغربي المسؤول عن الجانب اللوجستي بتعبئة موارد كبيرة شملت:
- 26 حافلة سياحية مجهزة بكل وسائل الراحة
- 13 مرشداً سياحياً متخصصاً ومتحدثاً بالإسبانية
- حوالي 20 عنصر أمن لضمان سلامة الزوار
- فريق دعم لوجستي متكامل
برنامج ثقافي غني ومتنوع
استفاد السائحون الإسبان من برنامج ثقافي متكامل تم تنظيمه على مدى يومين متتاليين. تضمن البرنامج زيارتين مكثفتين لمدينة وجدة العتيقة، حيث اكتشفوا خلالهما:
- الأسواق التقليدية ومراكز الصناعة التقليدية
- المعالم التاريخية مثل باب سيدي عبدالوهاب وباب الغربي
- المسجد الكبير الذي يعود تاريخه إلى العصر المريني
- القيساريات التاريخية التي تعكس عراقة المدينة
- الأزقة العتيقة والمنازل التقليدية
تفاعل إيجابي من التجار والسائحين
أعرب تجار المدينة العتيقة عن ارتياحهم الكبير لهذه المبادرة، مشيرين إلى أن توقيت الزيارات كان مثالياً وساهم في تنشيط الحركة التجارية بشكل ملحوظ. كما عبروا عن أملهم في تكرار مثل هذه المبادرات التي تسهم في التعريف بالتراث المحلي وجذب المزيد من السياح.
من جانبهم، أعرب السائحون الإسبان عن إعجابهم الشديد بالتراث المعماري والثقافي للمدينة، خاصة التشابه الكبير بين بعض المعالم وبين التراث الأندلسي في إسبانيا. وأكد العديد منهم على نيتهم العودة مرة أخرى لاستكشاف المزيد من كنوز المنطقة.
آفاق واعدة للسياحة الثقافية
تشير هذه المبادرة الناجحة إلى إمكانات كبيرة للسياحة الثقافية في جهة الشرق. فبالإضافة إلى المعالم التاريخية في وجدة، تزخر الجهة بعدة مواقع ثقافية واعدة في كل من فكيك وتاوريرت ودبدو، والتي يمكن أن تشكل مقاصد سياحية مميزة.
يذكر أن هذه الزيارة الجماعية تعد الأولى من نوعها هذا الموسم، ومن المتوقع أن تليها مجموعات أخرى خلال الأسابيع المقبلة، حيث تعمل وكلات السفر الإسبانية على تنظيم رحلات مماثلة، مما يعزز آفاق السياحة الثقافية في المنطقة ويسهم في التنمية الاقتصادية المحلية.
نسخة الأسبوع من مجلتكم



