المجلس الإقليمي للناظور يوزع معدات حديثة لتحسين الخدمات الأساسية بالجماعات المحلية

اقتصاد الشرق

يشهد إقليم الناظور خلال السنوات الأخيرة دينامية تنموية حقيقية تعكس الاهتمام المتزايد بالمناطق الجغرافية ذات الخصوصيات والاحتياجات المختلفة. في إطار هذا السياق التنموي الشامل، أقدم المجلس الإقليمي بالناظور على خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرات الجماعات الترابية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك من خلال توزيع مجموعة من الآليات والمعدات الحديثة على عدة جماعات محلية.

شهدت مراسم التسليم التي جرت زوال يوم الأربعاء الماضي بمقر الملحقة الإدارية للمجلس الإقليمي، حضوراً رسمياً قوياً. ترأس المراسم سعيد الرحموني، رئيس المجلس الإقليمي، وحضرها عضو المجلس فواز أعراب إلى جانب عدد من الشخصيات الإدارية والمحلية البارزة. استفادت من هذه المبادرة جماعات عديدة منها بني انصار، قرية أركمان، أفسو، بني شيكر والناظور، حيث تسلم رؤساء هذه الجماعات المعدات المخصصة لتحسين أداؤهم الإداري والخدماتي. شارك في الحفل حليم فوطاط، رئيس جماعة بني انصار، وسليمان أزواغ، رئيس المجلس الجماعي للناظور، فضلاً عن مجموعة من المنتخبين والمسؤولين المحليين المعنيين بقضايا التنمية المحلية.

تندرج هذه المبادرة ضمن رؤية استراتيجية واضحة تسعى إلى تمكين الجماعات الترابية من الوسائل والآليات الحديثة اللازمة لإدارة الخدمات الأساسية بفعالية أكبر. تشمل مجالات التدخل عدة قطاعات حيوية تؤثر مباشرة على جودة الحياة اليومية للمواطنين، وتتصدرها النظافة والصحة العمومية. كما تركز المبادرة على تهيئة المسالك القروية وصيانة الطرق، وهي مشاريع أساسية لتحقيق الربط الفعلي بين المناطق الريفية والحضرية. بهذا الشكل، تستهدف هذه الخطوة تحسين البنية التحتية بشكل شامل يساهم في تحسين ظروف عيش السكان في المجالين الحضري والقروي على حد سواء.

في تصريح له بالمناسبة، أكد سعيد الرحموني أن هذه العملية تترجم رؤية المجلس الإقليمي الواضحة نحو النهوض بالتنمية المحلية وتجويد تدخلات الجماعات في خدمة المواطنين. شدد رئيس المجلس على أهمية توزيع الإمكانيات والموارد بشكل عادل ومتوازن بين مختلف جماعات الإقليم، دون تمييز أو استثناء. كما أعلن الرحموني عن طموحات المجلس المستقبلية، حيث أفصح عن نية المجلس الإقليمي بإطلاق برامج دعم إضافية خلال الأشهر القادمة، ستشمل مجالات متعددة ذات أهمية حيوية مثل شبكات الطرق والنقل المدرسي وتوفير الماء الصالح للشرب. تندرج هذه البرامج الموسعة ضمن استراتيجية أوسع تركز على تحقيق تنمية شاملة ومستدامة من خلال شراكات مؤسساتية قوية وفعّالة.

استقبلت الجماعات المحلية المستفيدة هذه المبادرة بارتياح واضح، حيث أدركت الفوائد الجمة التي ستترتب عليها. يأتي هذا الدعم في وقت حرج تعاني فيه الكثير من الجماعات الترابية، خاصة الصغيرة منها، من ضيق الموارد المالية والإمكانيات المادية المحدودة. من خلال توفير معدات وآليات حديثة، يتم تخفيف العبء المالي الثقيل عن كاهل هذه الجماعات، مما يمكنها من التركيز على أداء مهامها الأساسية بكفاءة أعلى وفي ظروف أفضل. أكد حليم فوطاط، رئيس جماعة بني انصار، أن الآليات الجديدة ستسهم بشكل ملموس في تحسين خدمات النظافة وفي تحسين إدارة شاطئي بوقانا وميامي، بما يتماشى مع الإمكانيات السياحية والاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة.

تعكس هذه المبادرة التزام المجلس الإقليمي بتحقيق العدالة المجالية الحقيقية والفعلية، وهي مبدأ أساسي في سياق اللامركزية واللاتمركز الإداري. يعترف صناع السياسات المحليون بأن النمو الاقتصادي والتنموي الحقيقي لا يمكن أن يقتصر على المدن الكبرى، بل يجب أن يشمل المناطق الريفية والهامشية أيضاً. من خلال توزيع الموارد والمعدات بعدالة، يتم تعزيز الشعور بالانتماء والثقة لدى السكان في مختلف أنحاء الإقليم. تندرج هذه الخطوة ضمن ديناميكية أوسع من التنسيق الفعّال بين الهيئات المنتخبة والأجهزة الإدارية المختلفة، بهدف مواجهة التحديات التنموية المشتركة وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة.