عامل الدريوش يشرف على مشروع استراتيجي للتطهير السائل يشمل 7 مناطق

اقتصاد الشرق
في إطار الدينامية التنموية المتسارعة التي يعرفها إقليم الدريوش، ترأس عامل صاحب الجلالة على الإقليم، السيد عبد السلام فريندو، مطلع الأسبوع الجاري، اجتماعاً تقنياً موسعاً بمقر العمالة. خُصص هذا اللقاء لفحص المراحل النهائية من إعداد الدراسة التقنية الخاصة بتعميم التطهير السائل على كافة أحياء مدن الدريوش وميضار وبن الطيب، بالإضافة إلى المناطق المحيطة بها. يُعد هذا المشروع الاستراتيجي خطوة محورية نحو تحسين البنية التحتية الأساسية وتعزيز جودة الحياة لساكنة الإقليم، في سياق يشهد تحولات عمرانية واقتصادية متسارعة تتطلب استجابة فعالة وعاجلة.
يتميز مشروع تعميم التطهير السائل بشموليته الجغرافية، إذ لا يقتصر على المدن الرئيسية الثلاث فحسب، بل يمتد ليشمل أربع جماعات قروية محاذية هي تفرسيت، وردانة، امهاجر، وامطالسة. هذا التوسع يعكس رؤية تنموية متكاملة تسعى إلى تقليص الفوارق بين المجالين الحضري والقروي، وضمان استفادة أوسع شريحة ممكنة من الساكنة من الخدمات الأساسية. يندرج هذا المخطط ضمن المشاريع الكبرى المهيكلة التي تترك أثراً مباشراً على تحسين ظروف عيش المواطنين وتقوية البنيات التحتية الحيوية، خاصة في مجال الصرف الصحي الذي يُعتبر عنصراً أساسياً في أي استراتيجية تنموية مستدامة.
شهد الاجتماع حضوراً نوعياً من مختلف الجهات المعنية، حيث شارك إلى جانب عامل الإقليم، الكاتب العام للعمالة، ورئيس قسم الشؤون الداخلية، ورجال السلطة المحلية. كما حضر المديرة المساعدة للمدير العام للشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق للتوزيع المكلفة بالتطهير السائل، والمدير الإقليمي للشركة بالدريوش، بالإضافة إلى ممثلي المديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والماء. كما شارك رؤساء وممثلو الجماعات المعنية، ومسؤولو مكتب الدراسات المكلف بإعداد التصاميم التقنية وتقديم التكلفة المالية للمشروع، علاوة على رؤساء الأقسام بالعمالة. هذا التنسيق الواسع بين مختلف المتدخلين يعكس الطابع الاستراتيجي للمشروع وحرص السلطات على ضمان نجاحه.
أكد السيد عامل الإقليم خلال اللقاء على الحاجة الملحة لتسريع وتيرة إنجاز جميع الدراسات التقنية المرتبطة بالمشروع، باعتباره من الأولويات القصوى للمرحلة الراهنة. أشار إلى أن المشروع يلعب دوراً محورياً في معالجة مشكل الصرف الصحي الذي تعاني منه عدة مراكز حضرية بالإقليم، والذي يؤثر سلباً على الصحة العامة والبيئة المحلية. من جهة أخرى، شدد على أن إنجاز هذا المشروع سيمهد الطريق أمام إطلاق مشاريع التهيئة الحضرية لمدن الدريوش وميضار وبن الطيب، مما سيساهم في تحسين المشهد العام لهذه المدن وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية والاجتماعية.
يكتسي هذا المشروع أبعاداً متعددة تتجاوز الجانب التقني البحت. فمن الناحية البيئية، سيساهم تعميم التطهير السائل في حماية الموارد المائية والتربة من التلوث، وهو ما ينعكس إيجاباً على الصحة العامة للساكنة. أما من الناحية التنموية، فإن توفير بنية تحتية صحية ملائمة يُعد شرطاً أساسياً لجذب الاستثمارات وتشجيع المبادرات الاقتصادية المحلية، خاصة في قطاعات السياحة والصناعات الغذائية التي تتطلب معايير صحية صارمة. كما أن المشروع يندرج ضمن مواكبة التحولات العمرانية والاقتصادية التي يشهدها الإقليم، حيث تتزايد الحاجة إلى خدمات أساسية بمواصفات عصرية.
يأتي هذا الاجتماع في سياق المتابعة الدقيقة التي يوليها عامل إقليم الدريوش لهذا المشروع الحيوي منذ تعيينه على رأس الإقليم، حيث كان قد التزم شخصياً بإنجازه ضمن أولوياته. تُظهر المتابعة الشخصية لمختلف المراحل التقنية والإدارية للمشروع حرصاً واضحاً على إخراج توسعة شبكة التطهير السائل إلى حيز الوجود في أقرب الآجال، نظراً للقيمة التنموية والبيئية الكبيرة التي يمثلها للمنطقة. هذا الالتزام المباشر من أعلى سلطة محلية بالإقليم يبعث برسالة واضحة حول الإرادة القوية لتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ويعكس النهج التشاركي الذي تعتمده السلطات المحلية في تدبير الشأن العام بإقليم الدريوش.




















