وجدة تطلق عملية تجديد واسعة لـ 13 ساحة عمومية بميزانية 50 مليون درهم

اقتصاد الشرق
أطلقت مدينة وجدة عملية واسعة لتجديد الفضاءات العمومية تهدف إلى إعادة إحياء هويتها البصرية وتعزيز جاذبيتها الحضرية. ويشمل هذا المشروع الطموح تأهيل 13 ساحة عمومية، بميزانية تقارب 50 مليون درهم، في إطار برنامج شامل لتحسين جودة الفضاءات الحضرية وتحويلها إلى مساحات حيوية تستجيب لحاجيات المواطنين. وتأتي هذه المبادرة في سياق الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية الحضرية بالجهة الشرقية، حيث تم بالفعل فتح ثلاث ساحات أمام العموم بدأت تستقطب الزوار الراغبين في الاستمتاع بالنوافير المضيئة والمساحات الخضراء المجددة. ويمثل هذا المشروع رهانا استراتيجيا لتحسين جودة الحياة الحضرية وتعزيز مكانة وجدة كقطب حضري جاذب بالمنطقة الشرقية.
وشملت الأشغال المنجزة تحديث البنيات التحتية وتحسين الإنارة العمومية وإعادة تهيئة المساحات المخصصة للمشاة، إلى جانب صيانة النوافير وتوسيع الفضاءات الخضراء، مع الحفاظ على الطابع الجمالي والمعماري لكل ساحة. وعلى مستوى ساحة جدة، المعروفة محليا باسم البحر لدى سكان وجدة، تركزت الأشغال على تجديد الأرضيات والأرصفة وتعزيز الإنارة وتركيب تجهيزات حضرية جديدة وعصرنة النوافير وتهيئة المساحات الخضراء. أما ساحة زيري بن عطية، فقد خضعت لأشغال ترميم شملت المنحوتات الفنية وأعمدة الإنارة والأكشاك والكراسي والنوافير، مع إعادة تصميم فضاء الألعاب بإضافة مسارات مخصصة ومنطقة للتزلج. وبالمثل، استفادت ساحة 9 يوليوز من أشغال تهيئة جزئية في إطار مشروع إعادة تأهيل شارع محمد الخامس، تضمنت صيانة الإنارة وتعزيز الغطاء النباتي وإصلاح نافورتها. كما يتضمن البرنامج غرس الأشجار وسقي المساحات الخضراء والجزر الوسطى في الشوارع الرئيسية.
وأكدت شركة التنمية وجدة للتهيئة، المكلفة بتنفيذ الأشغال، أن هذه الإنجازات تندرج في إطار دينامية حضرية تعكس إرادة السلطات المحلية في تحسين جودة الفضاء العمومي وتحويله إلى فضاء وظيفي يستجيب لحاجيات المواطنين، مما يساهم في التنمية المستدامة ويعزز جاذبية المدينة. وفي هذا الصدد، أشار محمد مرزوقي، أحد سكان وجدة القدامى، إلى أن ما كان يلفت الانتباه في المدينة هو فقدان الساحات لوظيفتها الأصلية، حيث تحولت إلى حدائق مسورة ومهملة، كما هو الحال بالنسبة لساحات 16 غشت و9 يوليوز على مستوى الشارع الرئيسي للمدينة. وأوضح أن وظيفة الساحة تختلف عن وظيفة الحديقة، مما يستدعي إعادة الاعتبار لدورها كفضاء للاستراحة المؤقتة بدلا من اعتبارها ملجأ مغلقا. من جهته، أكد محمد حمداوي، أستاذ التاريخ، أن توسع المدينة تم وفق محورية تتمحور حول فتحات مجالية على شكل ساحات جانبية، مما يستوجب حمايتها الدائمة من مختلف أشكال الإضرار.
ودعا هذا الأستاذ السلطات المحلية والمجالس المحلية إلى برمجة ميزانيات خاصة لصيانة وحماية الساحات المتعددة بالمدينة، مؤكدا أن كسب هذه الفضاءات للجاذبية والأمن يسمح لها بتعزيز دورها الأساسي في الاستجمام والرفاه. واستجابة لهذه المطالب، تم إدماج تجهيزات حضرية عصرية مزودة بأنظمة مراقبة ذكية وممرات تنظيمية تضمن السلاسة والأمن في هذه الساحات. وأوضح جواد مريمي، المهندس المكلف بالمساحات الخضراء بشركة التنمية وجدة للتهيئة، أن هذه الأشغال لا تقتصر على التهيئة الحضرية فقط، بل تشمل تعزيز شبكة الإنارة العمومية الذكية وتهيئة المساحات الخضراء وإعادة تأهيل الطرق وتجميل الساحات بتجهيزات حضرية عصرية تستجيب لمتطلبات الراحة والأمن. كما يتم إيلاء اهتمام خاص لنظافة الفضاءات العمومية وإنشاء مسارات للمشاة تسهل الحركة وتساهم في انسيابية التنقلات حول هذه الفضاءات. وفي هذا السياق، شدد خطيب الهبيل، والي جهة الشرق، خلال افتتاح هذه الساحات، على ضرورة أن يتعامل المواطنون مع الفضاءات والممتلكات العمومية بنفس العناية التي يولونها لممتلكاتهم الخاصة، مؤكدا أنها جزء لا يتجزأ من بيئتهم وأن صورتها تعكس التزامهم الفردي تجاه المصلحة العامة.