سياسة

بنعلي : اختيار ميناء الناظور كنقطة دخول استراتيجية للغاز المسال

اقتصاد الشرق

كشفت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن ميناء الناظور غرب المتوسط سيكون نقطة الدخول الأولى للغاز الطبيعي المسال إلى المغرب. جاء هذا الإعلان الاستراتيجي خلال مشاركتها في برنامج حواري على هامش القمة الدولية “Power-to-X Summit 2025″، حيث سلطت الضوء على المشاريع الكبرى في قطاع الطاقة بالمملكة، مع التركيز بشكل خاص على البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال التي ستنطلق من جهة الشرق.

أكدت الوزيرة بنعلي أن القرار الاستراتيجي باختيار ميناء الناظور غرب المتوسط كبوابة أولى لاستيراد الغاز الطبيعي المسال يأتي ضمن رؤية متكاملة لتطوير البنية التحتية الطاقية الوطنية. وأشارت إلى أنها تأمل في الإعلان عن أخبار إيجابية في فاتح أكتوبر خلال فعاليات “Power-to-X”، تتعلق بآخر المستجدات حول عروض الأسعار والإطار القانوني المنظم لقطاع الغاز.

يمثل هذا الاختيار نقلة نوعية لجهة الشرق، إذ سيحول ميناء الناظور غرب المتوسط إلى منصة لوجستية رئيسية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، مما يعزز مكانة الجهة كقطب طاقي استراتيجي على المستوى الوطني. هذا المشروع سيساهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة للمغرب من الطاقة، خاصة في ظل التوجه نحو تنويع مصادر الإمداد الطاقي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي.

في سياق متصل، أوضحت بنعلي أن وزارة الانتقال الطاقي أطلقت في أبريل 2025 دعوة لإبداء الاهتمام تخص تطوير البنية التحتية الوطنية للغاز. ومن المقرر أن تتبع هذه الخطوة بإطلاق طلب عروض الأسعار خلال الفصل الثالث من سنة 2025، على أن يتم الإعلان عن المناقصة النهائية في الفصل الأول من 2026.

تكتسي هذه المبادرة أهمية خاصة بالنسبة لميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يُنتظر أن يصبح نقطة الانطلاق لشبكة وطنية متكاملة لنقل وتوزيع الغاز الطبيعي المسال. سيمكن هذا المشروع من ربط مختلف مناطق المملكة بمصدر طاقي نظيف ومستدام، مع إمكانية تزويد الوحدات الصناعية ومحطات إنتاج الكهرباء بهذا الوقود الحيوي.

شددت الوزيرة على الدور الاستراتيجي الذي سيلعبه الغاز الطبيعي في الاقتصاد الوطني، مؤكدة أن “جميع قطع الأحجية تتجمع لكي يلعب الغاز دوره، ليس فقط كطاقة انتقالية، بل كعنصر أساسي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي”. وأضافت أن استيراد الغاز الطبيعي المسال عبر ميناء الناظور غرب المتوسط سيوفر حلاً فعالاً ومرناً لتأمين إمدادات الطاقة الوطنية.

يُنتظر أن تساهم هذه البنية التحتية الجديدة للغاز الطبيعي المسال في خلق مئات فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة بجهة الشرق، سواء في مرحلة الإنشاء أو التشغيل. كما سيعزز المشروع من جاذبية المنطقة للاستثمارات الصناعية الكبرى، خاصة تلك التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة بأسعار تنافسية.

من الناحية الاقتصادية، سيمكن استقبال الغاز الطبيعي المسال عبر ميناء الناظور غرب المتوسط المغرب من تنويع مصادر إمداداته الطاقية، والاستفادة من الأسعار التنافسية للغاز في الأسواق العالمية. كما سيقلل من تكاليف إنتاج الكهرباء مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي، وهو ما سينعكس إيجاباً على الفاتورة الطاقية الوطنية وعلى القدرة التنافسية للاقتصاد المغربي.

يندرج هذا المشروع ضمن الاستراتيجية الطاقية الملكية المطلقة منذ 2009، والتي تهدف إلى ضمان أمن الإمداد الطاقي، وتعزيز استقلالية المغرب في هذا المجال، وتقليل الانبعاثات الكربونية. واختيار ميناء الناظور غرب المتوسط كنقطة دخول أولى للغاز الطبيعي المسال يؤكد الثقة في البنية التحتية المتطورة لهذا المرفق البحري الاستراتيجي، الذي يُعد من أكبر المشاريع التنموية بالمملكة.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button