انطلاق النسخة الثانية من القافلة التحسيسية حول ترشيد استهلاك الماء والطاقة بجهة الشرق
اقتصاد الشرق
أعطت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، انطلاقة النسخة الثانية من القافلة التواصلية التحسيسية حول ترشيد استهلاك الماء والطاقة، تحت شعار “المحافظة على الماء والطاقة ضمان لمستقبل أفضل”. تأتي هذه المبادرة في سياق التحديات المائية والطاقية التي تواجهها المملكة، وتعكس التزام الفاعلين المحليين بجهة الشرق بترسيخ ثقافة الاستدامة البيئية انطلاقاً من المؤسسات التعليمية.
تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الماء والطاقة، وترسيخ السلوكيات البيئية السليمة لدى الناشئة. وتنطلق المبادرة من اعتبار المدرسة فضاءً أساسياً لتكوين أجيال مسؤولة وواعية بالتحديات المرتبطة بالاستدامة، في ظل الضغط المتزايد على الموارد الطبيعية وضرورة تبني أنماط استهلاك عقلانية. فالمدرسة تلعب دوراً محورياً في تشكيل السلوك البيئي للأطفال، الذين يصبحون بدورهم سفراء للتغيير داخل أسرهم ومحيطهم الاجتماعي.
ستجوب القافلة مختلف المؤسسات التعليمية عبر ربوع جهة الشرق، حيث ستنظم أنشطة بيداغوجية وتفاعلية موجهة للتلاميذ. يتضمن البرنامج ورشات توعوية، مسابقات تربوية، وعروض تحسيسية تسعى إلى تقريب المفاهيم البيئية بطريقة مبسطة وملائمة للفئات العمرية المستهدفة. وتراهن هذه الأنشطة على الجانب التفاعلي والمشاركة الفعلية للتلاميذ، بهدف ضمان استيعاب أفضل للرسائل التوعوية وتحويلها إلى ممارسات يومية.
تأتي النسخة الثانية من هذه المبادرة في سياق استثمار نتائج الدورة الأولى، والعمل على ترسيخ المكتسبات المسجلة. وتسعى هذه النسخة إلى توسيع نطاق الاستفادة لتشمل أكبر عدد ممكن من المتعلمات والمتعلمين بالجهة، مما يعكس الإرادة القوية لتعميم ثقافة الترشيد على نطاق واسع. فالاستمرارية في مثل هذه المبادرات تضمن تراكماً معرفياً وسلوكياً لدى الناشئة، وتساهم في بناء جيل واع بأهمية الموارد الطبيعية ومسؤول عن حمايتها.
يُذكر أن الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق تُعد فاعلاً أساسياً مكلفاً بتدبير مرفق توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير السائل بجهة الشرق، حيث دخلت حيز الخدمة الفعلية في نونبر 2024. ومنذ انطلاقها، عملت الشركة على تطوير استراتيجية شاملة لا تقتصر على تحسين الخدمات فقط، بل تشمل أيضاً التوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وبمناسبة انطلاقة هذه القافلة، أكدت كل من الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على أهمية انخراط جميع الفاعلين في مجهود جماعي. وشددتا على ضرورة تعبئة المؤسسات والمجتمع المدني والأسر، في مسعى مشترك يهدف إلى ترسيخ ثقافة المحافظة على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها لفائدة الأجيال المقبلة. فالتحديات البيئية تتطلب مقاربة تشاركية تجمع بين جهود السلطات العمومية والمجتمع المدني والمواطنين، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة في مجال التنمية المستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يواجه إكراهات مائية متزايدة، حيث يُصنف ضمن الدول التي تعاني من شح مائي، مما يجعل ترشيد الاستهلاك ضرورة ملحة لا خياراً. وتشكل مبادرات التوعية الموجهة للشباب استثماراً استراتيجياً في المستقبل، حيث تساهم في بناء وعي جماعي بأهمية الموارد الطبيعية وتعزز من قدرة المجتمع على مواجهة التحديات البيئية بكفاءة ومسؤولية.