الحكومة تضاعف حصص استيراد الأبقار المحلية وسط مخاوف من ارتفاع الأسعار
اقتصاد الشرق
تواجه الأسواق المغربية تحديات جديدة في قطاع استيراد اللحوم الحمراء، حيث اتخذت الحكومة قراراً استراتيجياً بمضاعفة حصص الاستيراد للأبقار المحلية بهدف دعم الإنتاج الوطني وتعزيز الأمن الغذائي في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تشهدها البلاد.
وقد أدى هذا القرار الحكومي إلى إثارة مخاوف كبيرة بين المستوردين والتجار، خاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق العالمية وزيادة الطلب من قبل دول كبرى مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية. ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الأسواق الدولية تقلبات حادة في أسعار المواد الغذائية، مما يضع ضغوطاً إضافية على المستهلكين المغاربة.
تشير البيانات الرسمية إلى أن هذا القرار يمثل إحدى أولى القرارات الحكومية منذ عودة فصل الخريف، حيث تهدف السلطات إلى تطبيق سياسة جديدة تركز على حماية السوق المحلية من التقلبات الخارجية. وبموجب هذا الإجراء، سيتم تطبيق ضرائب استيراد معدلة على اللحوم المستوردة، مع إعطاء الأولوية للمنتجات الوطنية في الأسواق المحلية.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه السياسة بشكل مباشر على أسعار اللحوم في الأسواق المغربية، حيث يتوقع الخبراء الاقتصاديون ارتفاعاً في الأسعار خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك الذي يشهد تقليدياً زيادة كبيرة في استهلاك اللحوم.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية حكومية أوسع تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الغذائي، خاصة بعد الدروس المستفادة من الأزمات العالمية الأخيرة التي أثرت على سلاسل التوريد الدولية. كما تسعى الحكومة من خلال هذا الإجراء إلى دعم المربين المحليين وتشجيع الاستثمار في قطاع تربية المواشي.
ويؤكد المختصون في القطاع الفلاحي أن هذا القرار سيساهم في تحفيز الإنتاج المحلي على المدى الطويل، رغم التحديات المؤقتة التي قد تواجه المستهلكين في الفترة الانتقالية. وتشير التوقعات إلى أن السوق المغربية ستشهد تدريجياً تحسناً في العرض المحلي خلال الأشهر المقبلة، مما قد يساهم في استقرار الأسعار على المدى المتوسط.
من جهة أخرى، يراقب المستوردون والتجار تطورات السوق العالمية للحوم بعناية فائقة، حيث تشهد أسعار اللحوم الحمراء في البورصات الدولية تذبذباً ملحوظاً نتيجة عوامل متعددة تشمل التغيرات المناخية وارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل. وتبقى الأسواق الآسيوية، خاصة الصينية، من أكبر المؤثرين على الأسعار العالمية نظراً لحجم طلبها الكبير على اللحوم المستوردة.
