طريق الناظور الوطنية رقم 16 تقترب من الاكتمال بنسبة 95%

اقتصاد الشرق
يشهد مشروع مضاعفة الطريق الوطنية رقم 16 تقدماً ملحوظاً في الأشغال، حيث وصل معدل الإنجاز الإجمالي إلى 95 في المائة، مع توقع اكتمال المشروع بالكامل بحلول أبريل 2026. يهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى تطوير محور طرقي حيوي يربط بين الجماعة القروية أركمان وميناء الناظور غرب المتوسط على مسافة إجمالية تبلغ 51 كيلومتراً، مما سيساهم في تعزيز البنية التحتية الطرقية في المنطقة الشرقية للمملكة.
ينقسم هذا المشروع الطموح إلى شقين أساسيين يغطيان المسار الكامل للطريق الوطنية رقم 16. الشق الأول يتعلق بالمقطع الواصل بين تاويمة وميناء الناظور غرب المتوسط، والذي حقق إنجازاً كاملاً بنسبة 100 في المائة، مما يعني أن هذا الجزء من المشروع أصبح جاهزاً للاستخدام ويخدم حالياً حركة المرور بين هاتين النقطتين المهمتين. هذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الربط المباشر بين الميناء والمناطق الداخلية.
أما الشق الثاني من المشروع فيخص المقطع الرابط بين تاويمة وأركمان على مسافة 18.6 كيلومتر، والذي وصل معدل التقدم فيه إلى مستوى متقدم جداً. لقد تم إنجاز عمليات المضاعفة بالكامل على هذا المقطع، بينما تتركز الأشغال المتبقية حالياً على إنشاء جسر استراتيجي عند النقطة الكيلومترية 412، والذي يعتبر من العناصر التقنية المهمة لضمان سلاسة حركة المرور وتجاوز العوائق الطبيعية في المنطقة.
وفقاً للمعطيات الرسمية الصادرة عن المديرية الإقليمية للتجهيز بالناظور، فإن هذا المشروع الاستثنائي قد مكن من إنجاز طريق سيار حديث بطول إجمالي يبلغ 51 كيلومتراً، حيث تم توسيع عرض الطريق من 7 أمتار إلى 15 متراً، مما يضمن تحسيناً جذرياً في ظروف السير والأمان المروري. كما شمل المشروع بناء شبكة واسعة من منشآت تصريف المياه تضم أكثر من 60 منشأة متخصصة، مما يضمن التصريف الجيد للأمطار ويمنع تجمع المياه على سطح الطريق خلال فترات الأمطار الغزيرة.
إلى جانب أعمال المضاعفة الأساسية، تضمن المشروع تشييد ثلاثة منشآت فنية متطورة تم إنجازها بالكامل، بينما يجري حالياً العمل على إنجاز المنشأة الفنية الرابعة والأخيرة، والتي من المقرر أن تستغرق فترة زمنية تقدر بثمانية أشهر لإتمامها وفقاً للمعايير التقنية والجودة المطلوبة. هذه المنشآت الفنية تلعب دوراً محورياً في ضمان استمرارية حركة المرور وتجاوز التضاريس المعقدة في بعض أجزاء المسار.
تتمثل الرؤية الاستراتيجية الشاملة لهذا المشروع في تطوير الوصول المباشر والسريع إلى ميناء الناظور غرب المتوسط، أحد أهم المرافق البحرية التجارية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. يساهم هذا المشروع في تعزيز جودة الخدمات اللوجستيكية ومستويات الأمان المروري، إضافة إلى تحفيز الجاذبية السياحية والاقتصادية للمنطقة الشرقية بأكملها من خلال تحسين شبكة الربط والمواصلات.
هذا المشروع، الذي يضيف قيمة استراتيجية مهمة للشبكة الوطنية للطرق السيارة، سيساهم بشكل ملحوظ في تقليص أوقات التنقل بين مطار الناظور العروي الدولي وميناء الناظور غرب المتوسط وميناء الناظور بني أنصار، مما يعزز من الربط والتكامل بين مختلف المرافق الحيوية والاستراتيجية في المنطقة ويخدم التنمية الاقتصادية المحلية والجهوية.