السعيدية: تحديات تطوير العرض الترفيهي في وجهة سياحية واعدة

اقتصاد الشرق
تواجه السعيدية كوجهة سياحية بحرية تحديات حقيقية في تطوير عرضها الترفيهي، رغم امتلاكها شواطئ خلابة برمالها الذهبية ومياهها الصافية. فهي لا تعيش فقط على جمال شواطئها، بل تحتاج إلى أنشطة متنوعة وفضاءات حيوية وأماكن ترفيهية قادرة على استقطاب الزوار والاحتفاظ بهم. تقوم الواجهة البحرية للسعيدية على ثلاثة أركان أساسية هي مديتيرانيا السعيدية وشاطئ السعيدية ومدينة السعيدية، إلا أن هذه الأخيرة تشكل الحلقة الأضعف في هذا النظام السياحي المتكامل.
تستقطب مدينة السعيدية أكبر عدد من المصطافين المغاربة والمقيمين بالخارج، مما يجعلها تحتاج إلى جهود إضافية لتطوير برامجها الترفيهية. يشدد رشيد زريوح، مدير مخيم خاص بالسعيدية، على ضرورة تنويع الأنشطة قائلا أن المصطافين لا يكتفون بالسباحة فقط خلال العطل الصيفية، بل يحتاجون إلى فعاليات رياضية لكسر الرتابة وتشجيعهم على العودة مرة أخرى. يسعى هذا المختص إلى سد هذا النقص من خلال تنظيم رحلات استطلاعية ريفية وألعاب البحث عن الكنوز ودوريات الشطرنج وألعاب الورق، بالإضافة إلى مسابقات لأجمل خيمة أو قافلة وعروض طبخ للمصطافين.
غير أن هذه المبادرات الفردية تبقى غير كافية لمدينة بهذا الحجم، حيث يجب أن تتولى المجالس البلدية والجمعيات المحلية ووزارة السياحة مهمة التخطيط والتنظيم لأنشطة تجذب المصطافين وتشركهم فعليا. تستطيع هذه الجهات اقتراح مجموعة واسعة من الأنشطة الهادفة إلى الترفيه والإمتاع وإثارة الفضول وزيادة المشاركة في إطار مسابقات وأنشطة ترفيهية وتعليمية تستهدف أكبر عدد من السياح.
يتساءل المصطافون الذين سئموا من قضاء معظم أوقاتهم على شرفات المقاهي بعد انتهاء السباحة اليومية عن الخطوات اللازمة لإطلاق هذه الديناميكية الترفيهية. يعبر أحد المقيمين بالخارج عن استيائه قائلا أنه يفضل مقهاه المعتاد إذا كان الوضع سيبقى على حاله، مشيرا إلى غياب الأنشطة الترفيهية للبالغين وكبار السن. يقترح هذا المصطاف تنظيم دوريات رياضية ومسابقات رقمية وسباقات للنوادل ومسابقات للحرف المحلية وأكبر شواء للسردين ومسابقات الجمال والكرنفالات والدوريات الرياضية.
تنظم بعض الأنشطة الرياضية لفائدة أعضاء المخيمات المدرسية أو للأطفال على الشاطئ، بينما تقوم السعيدية مديتيرانيا بتنظيم فعاليات الجولف ومسابقات الثلاثي الرياضي بالشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للثلاثي الرياضي ومداعف للرياضة والفعاليات، ورياضة الرجبي الشاطئية مع الجامعة الملكية المغربية للرجبي والفرق المحلية. يوضح نور الدين الرافعي، من محبي مدينة السعيدية، أن جميع هذه الأنشطة تقام على الشواطئ أو في فنادق شركة تطوير السعيدية وليس في المدينة نفسها.
يشكو مصطافون آخرون من غياب الملاعب المجهزة والمعتمدة والفضاءات المخصصة للممارسة الرياضية. يضيف الرافعي أنه باستثناء الملعب البلدي الذي يستضيف دوريات كرة القدم التي ينظمها اللاعبون القدماء لمدن الشرق مثل وجدة وبركان وأحفير والناظور، فإن الدوريات الرياضية اختفت تماما من العرض الترفيهي. كما أن الملعب الوحيد لممارسة كرة السلة والرياضات الجماعية الأخرى مثل التنس مهجور تماما.
يمكن استغلال الدوريات الرياضية المخصصة للشباب والنساء والأساطير الرياضية بطريقة مختلفة. يؤكد جلال طير، رئيس جمعية اللاعبين القدماء لنادي مولودية وجدة، أن الدوريات الرياضية التي تجذب جماهير كبيرة يمكنها أن تلعب دور محفز للترويج للوجهة السياحية. يضيف طير أن وصول النجوم الرياضيين مع عائلاتهم والتأثير الإعلامي الذي يحدثونه فرصة يجب اغتنامها لزيادة العائدات السياحية.
تنظيم الأمسيات الموسيقية وعرض الأعمال الفنية وتنظيم الجولات السياحية المرشدة يمكن أن تحول النقطة السوداء في وسط المدينة إلى فضاء جذاب ومربح للبلدية والمؤسسات. تشهد الساحتان العموميتان في وسط المدينة اكتظاظا متزايدا، بينما يفتقر الملعب البلدي الوحيد لكرة القدم إلى دوشات وغرف تغيير فعالة، مما يستدعي تهيئته أو إنجاز منشأة كبيرة لتنظيم أنشطة مفيدة للمدينة تكون الرياضة عنصرا أساسيا فيها.