النائب عصام عيساوي يسلط الضوء على تحديات الصيد البحري بالجهة الشرقية

اقتصاد الشرق
سلط النائب البرلماني عصام عيساوي، الذي يمثل مدينة وجدة ضمن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، الضوء على واقع قطاع الصيد البحري في الجهة الشرقية من خلال سؤال كتابي وجهه لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. ركز السؤال على المنطقة الساحلية التي تشمل الناظور والدريوش، والتي تمتد من إقليم الحسيمة وصولاً إلى السعيدية في إقليم بركان.
يواجه هذا القطاع الاستراتيجي تحديات جوهرية تحول دون استغلال الثروات البحرية الكبيرة المتوفرة في المنطقة. فرغم الموارد الطبيعية الوفيرة التي تتمتع بها هذه السواحل، إلا أن القطاع يعاني من مشاكل هيكلية تعيق تطوره وازدهاره.
أكد النائب البرلماني أن الساحل الشرقي يحتوي على مخزون بحري مهم قادر على أن يصبح محركاً اقتصادياً فعلياً للمنطقة، لكن النقص في الاستثمارات وعدم توفر الهياكل الأساسية المناسبة يحولان دون استفادة العاملين في القطاع من هذه الموارد القيمة. هذا الوضع يقيد فرص النمو الاقتصادي المحلي ويفاقم من مشكلة البطالة، لاسيما في صفوف الشباب الذين يبحثون عن فرص عمل دائمة.
تواجه التعاونيات المهنية والجهات الفاعلة في المجال تحديات متنوعة منها انعدام المرافقة المؤسسية وغياب برامج التدريب المستمر، فضلاً عن قلة الوسائل المتاحة لتطوير وتسويق المنتجات البحرية. هذه العوامل تحرم الجهة الشرقية من استثمار إمكانياتها الاقتصادية الكبيرة التي كان بإمكانها أن تولد قيمة اقتصادية حقيقية وتنشط الاقتصاد الأزرق في المنطقة.
في ضوء هذه التحديات، طلب عيساوي من الوزارة المختصة شرحاً مفصلاً للخطط الحكومية الراهنة والمقبلة التي تهدف إلى النهوض بقطاع الصيد البحري في الجهة الشرقية، بما في ذلك إقامة مراكز للتدريب والتأهيل تستهدف الشباب. كما شدد على أهمية مساندة التعاونيات البحرية عبر تحسين عمليات التطوير والتسويق وتجهيز المرافق اللازمة، مما يكفل مشاركة الجهة الشرقية بفعالية في الحراك الوطني لقطاع الصيد البحري.
يثار التساؤل حول مدى استمرار انتظار التفات الوزارة إلى الشريط الساحلي، بينما يواجه الشباب واقع البطالة القاسي وتكافح التعاونيات من أجل البقاء. يبدو أن القطاع البحري في الجهة الشرقية أصبح مسرحاً تتصارع فيه الإمكانيات الطبيعية مع التعقيدات الإدارية، وتصطدم الآمال بالعقبات، مما يجعل كل نداء للمساعدة يذهب أدراج الرياح، إلا إذا قررت الجهات المسؤولة في النهاية تحويل الأقوال إلى أعمال ملموسة، قبل أن تتحول البحار إلى مجرد ذكريات على الورق.