سياسة

الجرودي لمستثمري ملاغا: جهة الشرق بوابة إفريقيا التي تبحثون عنها

اقتصاد الشرق

في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، دعا السيد عبد الحفيظ الجرودي، رئيس غرفة التجارة والصناعة بجهة الشرق، إلى إحياء الشراكة التاريخية بين جهة الشرق ومنطقة الأندلس. وأكد في كلمة له خلال لقاء مع ممثلين إسبان أن الفرص المتاحة كبيرة، لكنها تحتاج إلى إرادة مشتركة وخطوات عملية لتحقيق نتائج ملموسة.

أشار الجرودي إلى أن العلاقات بين الجهتين ليست جديدة، فقد سبق أن جمعتهما اتفاقيات وشراكات في الماضي، بما في ذلك وجود مقر مشترك لغرفة التجارة. لكنه لاحظ أن هذه العلاقات شهدت تراجعًا مع مرور الوقت، رغم الإمكانيات الكبيرة التي تتيحها الجغرافيا القريبة والروابط التاريخية. واعتبر أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة، تعتمد على رؤية استراتيجية واضحة، تضع المصلحة المشتركة في الصدارة.

من بين المقترحات العملية التي قدمها، الدعوة إلى ربط ميناء الناظور بميناء ملاغا، مما سيسهل التبادل التجاري بين الضفتين، خاصة مع انطلاق مشروع ميناء غرب المتوسط الذي سيعزز موقع المنطقة كبوابة بحرية مهمة. كما طالب بفتح خط جوي مباشر بين الجهتين، لأن تقريب المسافة بينهما سيكون له أثر إيجابي على حركة رجال الأعمال والاستثمارات والسياحة.

ولم يخفِ الجرودي استغرابه من ضعف الوجود الإسباني في جهة الشرق مقارنة بوجود دول أخرى مثل الصين، رغم أن إسبانيا هي الجار الأقرب. وأكد أن عنصر التواصل واللقاء بين الطرفين يظل الأساس لبناء شراكة قوية، داعيًا إلى عقد لقاءات دورية بين الغرف التجارية في الجهتين لبحث سبل التعاون ووضع آليات تنفيذية للاتفاقيات.

وفي إشارة إلى الخطوات الإيجابية التي بدأت تظهر، ذكر الجرودي أنه تلقى مؤخرًا تكريمًا من غرفة تجارة موتريل الإسبانية، وهو ما يعكس رغبة الجانب الإسباني في تعزيز العلاقات مع المغرب. كما وجه دعوة مفتوحة إلى غرف التجارة الأندلسية لزيارة الناظور قريبًا، تمهيدًا لتوقيع اتفاقيات تعاون شاملة.

يبدو أن الطريق نحو شراكة اقتصادية أقوى بين جهة الشرق والأندلس قد بدأ يتضح، لكن النجاح سيتوقف على تحويل هذه الأفكار إلى مشاريع ملموسة. فالجهتان تمتلكان مقومات كبيرة لبناء تعاون مثمر، لكن الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية وتجارية تضع التنمية والمنفعة المشتركة فوق كل الاعتبارات.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button