أنامل من ذهب.. نساء الريف يبدعن في معرض الناظور للصناعة التقليدية

اقتصاد الشرق

في قلب مدينة الناظور، احتضن المعرض الجهوي للصناعة التقليدية فعالية بارزة نظمتها غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق، حيث اجتمع الحرفيون والحرفيات من مختلف الأقاليم لتقديم خلاصة إبداعهم وأصالة مهنتهم أمام جمهور واسع ومهتم. كان المعرض فضاءً يعج بالألوان، بالعراقة، وبالقصص التي تحكيها الأيادي الصانعة، ووسط هذا الزخم كان لبورتريه خاص مع الصانعة التقليدية آسية أفقير طابع مميز. آسية، التي تخصصت في صناعة المجوهرات التقليدية، تحدثت بعينين تلمعان بالشغف عن مهنتها التي ورثتها وأحبتها، مشيرة إلى أنها تستلهم تصاميمها من الثقافة المغربية الأصيلة، وتشتغل بمواد طبيعية كالأحجار الكريمة والفضة وبعض المعادن الأخرى كالذهب، لتمنح الحياة من جديد للمنتج التقليدي بأسلوب عصري يواكب أذواق الجيل الجديد. شكرت آسية كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، مشيدة بالدور الذي تلعبه هذه التظاهرات في منح الحرفيين فرصاً للتعريف بمنتجاتهم ونقل قصصهم إلى جمهور أوسع.

ومن بين المشاركات أيضاً، حضرت شيماء لمقدم بصفتها ممثلة لإقليم أزغنغان بناظور، وهي خياطة متخصصة في الأزياء التقليدية والعصرية. تحدثت بفخر عن مشاركتها للمرة الرابعة في مثل هذه المعارض، مبرزة أنها حاصلة على دبلوم في الخياطة التقليدية والعصرية، ما منحها الأساس المتين للإبداع في هذا المجال. عبّرت شيماء عن امتنانها العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على دعمه المتواصل للصناعة التقليدية، وشكرت كل القائمين على تنظيم هذه المحافل الجهوية والوطنية التي تتيح للحرفيين فضاءً للتعبير عن مهاراتهم والتفاعل مع جمهورهم.

وفي زاوية أخرى من المعرض، التقينا حبيبة يشو، خياطة من مدينة الناظور وصاحبة بوتيك “إسراء”، التي أبهرت الزوار بتصاميمها الخاصة التي تمزج بين العصرية والتقليد. تحدثت حبيبة عن مشاركتها الناجحة في المعرض، والتي لقيت فيها إقبالاً كبيراً من سكان الناظور والأقاليم المجاورة، حيث جاء الزوار من مختلف المناطق لاستكشاف روائع الصناعة التقليدية المغربية. أكدت أن هذا الحدث شكل مناسبة مهمة لبناء علاقات جديدة مع حرفيين آخرين وزبائن محتملين، مشيرة إلى أن هذا التفاعل المباشر يفتح آفاقاً أوسع لتطوير مهنتها وإيصال منتوجاتها إلى جمهور أكبر.

لقد عكس المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بالناظور روح التلاقي بين الأصالة والإبداع، بين الحرفة والهوية، وكان شاهداً على حيوية القطاع وعلى الدور المحوري الذي يلعبه في الحفاظ على التراث المغربي وتعزيزه بلمسات متجددة تليق بروح العصر.