وجدةتحتضن برنامج “انفتاح” لتأهيل المقاولات الصغرى والمتوسطة في تدبير مخاطر الصرف

اقتصاد الشرق
تواصل الجمعية المغربية لقاعات الأسواق جولتها الوطنية ضمن برنامج “انفتاح” لتوعية المقاولات الصغرى والمتوسطة بمخاطر الصرف، بشراكة مع بنك المغرب ومكتب الصرف. وقد حطت القافلة الرحال بمدينتي فاس يوم 7 أكتوبر 2025 ووجدة يوم 14 أكتوبر 2025، في إطار مبادرة تهدف إلى تعزيز قدرات المقاولين على مواجهة تقلبات أسواق العملات في ظل نظام الصرف المرن.
برنامج “انفتاح” انطلق سنة 2021 بمبادرة من بنك المغرب، استجابة لحاجة ملحة لدى المقاولات الصغيرة والمتوسطة المغربية في فهم آليات مرونة الدرهم وإدارة مخاطر الصرف. يأتي هذا البرنامج في سياق تحول هيكلي يعيشه الاقتصاد الوطني، حيث أصبح نظام الصرف أكثر مرونة، مما يفرض على المستوردين والمصدرين ضرورة اعتماد استراتيجيات دقيقة للحد من تأثير التقلبات النقدية على أنشطتهم التجارية.
يرتكز البرنامج على ثلاثية واضحة: الفهم، الاستباق، والتحرك بشأن مخاطر الصرف. هذا النهج البيداغوجي يستهدف تبسيط مفاهيم قد تبدو معقدة للمقاولين، وتزويدهم بالأدوات العملية الضرورية لحماية هوامشهم الربحية من تأثيرات تذبذب أسعار العملات الأجنبية. فالعديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة، خاصة تلك العاملة في قطاعات الطاقة والمدخلات الفلاحية والمواد الأولية، تجد نفسها معرضة بشكل مباشر لهذه المخاطر.
بالنسبة لوجدة، تكتسي هذه المحطة أهمية خاصة. فالمدينة تشهد ديناميكية اقتصادية متصاعدة، بفضل موقعها الاستراتيجي كبوابة على الجزائر وأوروبا، وكذا تطور نسيجها الصناعي والتجاري. المقاولات الصغرى والمتوسطة بالجهة الشرقية، سواء في قطاع النسيج، أو التجارة الحدودية، أو الصناعات الغذائية، باتت تتعامل بشكل متزايد مع أسواق دولية، مما يجعل إتقان آليات تدبير مخاطر الصرف ضرورة استراتيجية وليس مجرد خيار.
اتخذت كل محطة من محطات القافلة شكل ندوات تفاعلية، بمشاركة خبراء من بنك المغرب ومكتب الصرف ومهنيين من السوق. هذا الحوار المباشر يسمح بتناول الجوانب التنظيمية والحلول العملية على حد سواء، بما يقرّب المقاولات من أفضل الممارسات المالية. كما يتيح للمقاولين طرح استفساراتهم حول الأطر القانونية المعمول بها والاستفادة من تجارب نظرائهم في تدبير العمليات المالية الدولية.
الجمعية المغربية لقاعات الأسواق، التي تأسست سنة 2018، هي جمعية مهنية مستقلة وغير ربحية تضم 12 مؤسسة عضو وما يقارب 200 مهني من مهن التمويل السوقي. وهي تشتغل بنشاط على تطوير سوق الرساميل المغربي وترويج أفضل الممارسات المهنية والتكوين المستمر لفاعلي القطاع، فضلا عن تعزيز التآزر بين المشغلين المحليين والدوليين.
بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة بالجهة الشرقية، تمثل محطة وجدة فرصة لا تُعوض لتطوير ثقافة مالية تتلاءم مع متطلبات الانفتاح الاقتصادي. فالمغرب اليوم يتوفر على بنية تنظيمية وتحتية تمكن المقاولات من تقييم وإدارة تعرضها للأسواق الدولية بشكل أفضل. لكن نجاح هذا التحول يتوقف على قدرة المقاولين على استيعاب الأدوات المتاحة واعتماد ممارسات استباقية لحماية أنشطتهم من التقلبات النقدية.
من خلال هذه المبادرة، تؤكد الجمعية المغربية لقاعات الأسواق على دورها كشريك قرب ومحفز في نشر ثقافة مالية ملائمة لاحتياجات المقاولات المغربية. ويبقى الرهان الأساسي هو تزويد النسيج الاقتصادي المحلي، خاصة بالأقاليم الشرقية، بالمعارف الضرورية لتحويل التحديات المرتبطة بمرونة الدرهم إلى فرص لتعزيز التنافسية والنمو المستدام.