افتتاح مصنع “Aeolon Technology” بميناء الناظور غرب المتوسط

اقتصاد الشرق
تستعد مدينة الناظور لاحتضان مشروع صناعي استثنائي من الحجم الكبير، حيث تعكف المجموعة الصينية العملاقة “أيلون” (Aeolon)، عبر فرعها “أيلونغ تكنولوجي” (Ailong Technology)، على وضع اللمسات الأخيرة لبناء أول مصنع لها خارج الأراضي الصينية مخصص لتصنيع ريش التوربينات الريحية. وقد تم تشييد هذه الوحدة الإنتاجية الجديدة في المدينة المينائية للناظور، الواقعة شمال شرق المملكة، ومن المرتقب أن تكون جاهزة للعمل بحلول نهاية شهر ماي الجاري.
وسيتوفر المصنع على قدرة إنتاجية سنوية تقدر بـ750 مجموعة من ريش التوربينات، بطول يبلغ 87.5 متراً للواحدة، مما يؤهله ليصبح ركيزة أساسية في قطاع الطاقة الريحية بمنطقة الأورو-إفريقية. ويعد هذا المشروع استثماراً استراتيجياً تبلغ قيمته 220 مليون يورو، من المنتظر أن يخلق حوالي 3.300 منصب شغل مباشر وغير مباشر، مساهماً بذلك في الدينامية الاقتصادية لإقليم الناظور وداعماً لنمو المنظومة الوطنية في مجال الطاقات المتجددة.
وقد تم تصميم المصنع بروح الاستدامة، حيث يستعمل مواد ذات تأثير بيئي منخفض، كما تم دمج نظام رقمي لإدارة الطاقة، يهدف إلى ترشيد الاستهلاك وتحسين الأداء. أما النفايات الصناعية، فسيتم تدبيرها من قبل شركات معتمدة، وفقاً للمعايير البيئية الجاري بها العمل.
داخل القاعات الصناعية، يعمل عمال مغاربة وصينيون جنباً إلى جنب على خطوط الإنتاج النهائية، فيما تشهد المساحات الخارجية تجهيزات لوجستية مخصصة للتخزين. هذا التآزر بين الكفاءات المغربية والصينية يعكس نموذجاً لشراكة صناعية نشيطة وموجهة نحو المستقبل.
وقد حظي هذا المشروع البنيوي بموافقة اللجنة الوطنية للاستثمارات، التي تم إحداثها مؤخراً في إطار الميثاق الجديد للاستثمار، الذي دخل حيز التنفيذ في مارس 2023. ويُعتبر المشروع واحداً من أضخم المشاريع التي رأت النور في ظل هذه المرحلة الجديدة التي تشهد انفتاحاً اقتصادياً متسارعاً للمملكة.
ولم يكن اختيار المغرب موقعاً لهذا الاستثمار محض صدفة، فقد عبرت مجموعة أيلون عن إعجابها بالاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينعم به المغرب، إضافة إلى كفاءة الشباب المغربي ومؤهلاته، فضلاً عن الموقع الجيوستراتيجي المتميز للمملكة الذي يسمح بربط سلاسل التوريد نحو أوروبا، إفريقيا، والشرق الأوسط بأقصى قدر من الكفاءة.
ويمثل هذا المشروع خطوة حاسمة في الإستراتيجية الدولية للمجموعة الصينية، حيث لا يعزز فقط قدرتها الإنتاجية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة الريحية، بل يؤكد أيضاً التزامها بالمشاركة الفعلية في التحول الطاقي العالمي.
ويُجسد هذا المشروع الطموح رغبة المغرب في أن يصبح منصة صناعية خضراء رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما يؤكد جاذبيته المتنامية للاستثمارات في مجالات التكنولوجيا النظيفة والمستدامة. إن مصنع الناظور يمثل بذلك نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي الموجه نحو بناء مستقبل طاقي أنظف وأكثر صلابة واستدامة.