مهرجان البلوزة الدولي بوجدة يختتم دورته الثامنة بعرض أزياء إفريقي مميز

اقتصاد الشرق
اختتمت مدينة وجدة، مساء السبت 18 أكتوبر 2025، فعاليات مهرجان البلوزة الدولي في نسخته الثامنة، الذي نظمته الجمعية الشرقية للتنمية تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تحت شعار: «بلوزة وإفريقيا: نسيج من التاريخ». جاء هذا الحدث الثقافي الكبير ليؤكد مجددًا مكانة جهة الشرق كمنصة ثقافية تربط المغرب بالقارة الإفريقية، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال الموروث الثقافي والزي التقليدي.
توّج ختام الدورة الثامنة بعرض أزياء استثنائي احتضنته خزانة الشريف الإدريسي، حيث قدّمت التصاميم مزيجًا فريدًا يجمع بين الطابع الوجدي الأصيل واللمسات الإفريقية المعاصرة. شكّل العرض لوحة فنية أنيقة عكست التناغم والتقاطع الحضاري بين الثقافة المغربية ونظيرتها الإفريقية، في رسالة واضحة تؤكد أن الإبداع والجمال لغة مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية.
شارك في هذه التظاهرة الثقافية مصممون ومصممات من المغرب إلى جانب ممثلين عن تسع دول إفريقية، بالإضافة إلى المصمم الفرنسي ديمتري بوتي، الذي أضفى لمسة عالمية على مهرجان البلوزة الدولي من خلال تقديمه رؤية معاصرة للزي المغربي التقليدي. هذه المشاركة الدولية منحت الحدث بعدًا أوسع يجمع بين الحداثة والأصالة، ويعزز مكانة المغرب كجسر ثقافي بين إفريقيا وأوروبا.
تنوّعت القطع المعروضة بين البلوزة الوجدية المزخرفة بخيوط الذهب، والتصاميم الإفريقية النابضة بالألوان والزخارف التقليدية، في مشهد بصري أخّاذ يعكس ثراء الموروث الثقافي للمنطقة. جسّدت هذه التصاميم قوة الروابط الحضارية التي تربط المملكة المغربية بدول القارة السمراء، وأبرزت أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية وتطويرها بما يتماشى مع العصر الحديث.
بتتويج هذه الدورة، يواصل مهرجان البلوزة الدولي ترسيخ مكانته كواحد من أبرز التظاهرات الثقافية بجهة الشرق، حيث يسعى إلى صون الزي التقليدي المغربي والتعريف به على المستوى العالمي. كما يفتح المهرجان آفاقًا واعدة للانفتاح على التجارب الإفريقية التي تثري المشهد الفني والجمالي للمنطقة، مما يعزز دور وجدة كعاصمة ثقافية تحتفي بالتنوع والإبداع.