مغاربة العالم

من أجل استقبال لائق لمغاربة العالم: إصلاح الخدمات في “عملية مرحبا”

د.نور الدين البركاني

مع حلول فصل الصيف، تطلق المملكة المغربية “عملية مرحبا” كترجمة عملية للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى حسن استقبال مغاربة العالم. هذه العملية ليست مجرد استقبال شكلي عند المعابر الحدودية، بل يجب أن تكون فلسفة تعم كافة الإدارات والمؤسسات العمومية في جميع ربوع الوطن.

أبناء الجالية المغربية بالخارج لا يأتون للسياحة فقط، بل يحملون معهم هموم ملفات إدارية وعقارية وقضائية تحتاج إلى حلول سريعة خلال إقامتهم القصيرة التي نادرا ما تتجاوز بضعة أسابيع. هنا تكمن المفارقة الصعبة: زمن الإجازة القصير يصطدم بالروتين الإداري الطويل. الحل يكمن في تبسيط المساطر وتخصيص شبابيك سريعة لهم وتوفير معلومات واضحة تختصر الوقت والجهد.

واقع الحال يؤكد أن بعض الإدارات ما زالت تتعامل بنفس النمط الروتيني مع هذه الفئة التي تحتاج إلى معاملة استثنائية. الشباب من أبناء الجالية خاصة لا يملكون صبر الأجيال السابقة، وكل تأخير أو تعقيد إداري قد يدفعهم إلى التفكير في قضاء عطلهم خارج المغرب مستقبلا.

الأدهى من ذلك أن بعضهم قد يتراجع عن فكرة الاستثمار في الوطن إذا واجه صعوبات في إنهاء أبسط الإجراءات. في المقابل، فإن توفير خدمات سريعة ونوعية سيعزز ارتباطهم بالوطن ويشجعهم على زيادة تحويلاتهم واستثماراتهم. بعض الحلول العملية تقترح نفسها: رقمنة الخدمات الإدارية، تخصيص خط ساخن للاستفسارات، إطلاق منصة إلكترونية موحدة، تدريب الموظفين على حسن الاستقبال، وضع مؤشرات أداء لقياس جودة الخدمات المقدمة للجالية.

كل هذه الإجراءات لن تكلف الكثير، لكن آثارها الإيجابية ستكون كبيرة على الاقتصاد الوطني وعلى صورة المغرب في عيون أبنائه بالخارج. الخلاصة أن “عملية مرحبا” يجب أن تتجاوز الشعارات إلى التطبيق الفعلي، لأن مغاربة العالم ليسوا ضيوفا عاديين، بل هم سفراء للوطن في الخارج ومورد اقتصادي مهم. تحسين خدماتهم ليس ترفا، بل استثمار في مستقبل المغرب وضمانة لاستمرار علاقتهم المتينة بوطنهم الأم.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button