مشروع للتنمية القروية المندمجة للمناطق الجبلية بجرسيف

اقتصاد الشرق

لمواجهة الجفاف الذي يميز منطقة كرسيف، أطلقت السلطات مؤخرا مشروعا واسعا للتنمية القروية المندمجة للمناطق الجبلية، وهو المشروع الزراعي للتنمية القروية الجبلية (بادرم) يشمل هذا البرنامج الطموح إرساء سلاسل زراعية مربعة وقادرة على مواجهة التغيرات المناخية، مع تركيز خاص على هذه المنطقة الجبلية التي تعاني بشدة من الجفاف

تعزيز المنتجات المحلية

خلال زيارة له، أعطى محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الانطلاقة الرسمية لهذا المشروع بميزانية تبلغ 410.9 مليون درهم وعلى مدى سبع سنوات، يهدف بادرم في إقليم كرسيف إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان القرويين بشكل مستدام مع تقليل هشاشتهم أمام التقلبات المناخية ومن بين أهدافه الرئيسية زيادة دخل الفلاحين عبر إنتاج زراعي محسن، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز المنتجات المحلية

سيستفيد من هذا المشروع أكثر من 100.000 فلاح في منطقة الشرق، منهم 40.000 في خمس جماعات بإقليم كرسيف كما يتضمن تطوير زراعة الأشجار المثمرة المقاومة للمناخ، وسلاسل الإنتاج الحيواني، بالإضافة إلى المنتجات المحلية كما سيتم تجهيز بنيات تحتية مائية زراعية وقروية، مع تقديم دعم للمنتجين من أجل تعزيز وتسويق منتجاتهم

في هذا الإطار، وزعت المنطقة مؤخرا 46 طنا من أبصال الزعفران على 30 مستفيدا مجمعين في تعاونيات، مما يمثل خطوة مهمة لهذه السلسلة التي تشهد نموا كبيرا في الإقليم، خاصة في جماعة بركان

أما في جماعة ساكا الترابية، فإن نبتة الصبار، وهي سلسلة واعدة أخرى، تشهد تطورا كبيرا في إطار مشاريع الزراعة التضامنية التي تتبناها استراتيجية “جيل أخضر” مؤخرا، تم غرس 100 هكتار من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، مما أعطى دينامية جديدة لهذه الزراعة في المنطقة وفي إقليم كرسيف، سيتم غرس 500 هكتار من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، مع حفر خمسة آبار، وتوفير خمسة أحواض لتخزين مياه السقي وخمس صهاريج متنقلة لصالح 580 فلاحا، باستثمار إجمالي قدره 10.22 مليون درهم يندرج هذا البرنامج ضمن رؤية شاملة لفتح المجال أمام الاستغلاليات الفلاحية، وتعزيز الإنتاج الحيواني والنحلي، مع ضمان تدبير أفضل للموارد المائية على المدى البعيد، من المتوقع أن تعمل هذه المبادرات على زيادة القيمة المضافة للمنتجات المحلية والإسهام في ظهور طبقة وسطى فلاحية، تماشيا مع أهداف استراتيجية “جيل أخضر”

الصبار.. “مشغل” كبير

يتوقع المخطط الفلاحي الجهوي غرس 20.850 هكتارا من الصبار بحلول عام 2030، لإنتاج يقدر بـ126.000 طن، مما سيوفر قيمة مضافة تقدر بـ410 مليون درهم ويخلق 761.000 يوم عمل كما سيتم بناء وتجهيز ثلاث وحدات لتعزيز قيمة الصبار على المستوى الجهوي، باستثمار يبلغ 10 ملايين درهم