مجلس بركان يصادق على تصميم التهيئة الكبرى لتعزيز الجاذبية الاقتصادية للمدينة

اقتصاد الشرق

صادق مجلس جماعة بركان بالأغلبية المطلقة على مشروع تصميم تهيئة بركان الكبرى، في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل الوجه العمراني للمدينة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية. هذا القرار الذي جاء خلال الجلسة الثالثة للدورة العادية لشهر أكتوبر 2025، يمثل منعطفا حاسما في مسار التنمية الحضرية المستدامة لإحدى أهم مدن الجهة الشرقية، ويعكس إرادة محلية واضحة لتحويل التخطيط العمراني إلى رافعة حقيقية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.

انعقدت الجلسة صباح يوم الأربعاء الخامس عشر من أكتوبر 2025 على الساعة العاشرة، تحت رئاسة محمد الزاهيري، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي، بحضور السيدات والسادة نواب الرئيس وأعضاء المجلس، إضافة إلى أطر وموظفي الجماعة وممثلين عن عدد من المصالح الخارجية. هذا الحضور الواسع يعكس الأهمية القصوى التي توليها مختلف الجهات المعنية لهذا المشروع الاستراتيجي.

خصصت هذه الجلسة بالكامل لدراسة ومناقشة مشروع تصميم تهيئة بركان الكبرى، الذي يشكل محطة مفصلية في مسيرة التنمية الحضرية للمدينة. المشروع يتضمن رؤى مستقبلية طموحة تستهدف تأهيل النسيج العمراني بشكل شامل، وتحسين الجاذبية الحضرية للمدينة، وخلق بيئة ملائمة لتحفيز الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. هذا التوجه يأتي في سياق إقليمي يشهد تنافسية متزايدة بين المدن الجهوية لاستقطاب المشاريع الاستثمارية والكفاءات البشرية.

المقاربة التشاركية كانت السمة البارزة لسير أشغال هذه الجلسة الحاسمة. أعضاء المجلس عبروا عن آرائهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم بمسؤولية عالية، في نقاش ديمقراطي بناء يعكس حرص الجميع على اعتماد مقاربة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المدينة وتطلعات ساكنتها. هذا النهج التشاركي يضمن أن يكون التخطيط العمراني مستجيبا للاحتياجات الفعلية للمواطنين والفاعلين الاقتصاديين على حد سواء.

في ختام المداولات المعمقة، جاءت المصادقة بالأغلبية المطلقة على مشروع تصميم التهيئة لبركان الكبرى، مع الأخذ بعين الاعتبار مجموع الملاحظات والتوصيات التي أبداها أعضاء المجلس. هذا التصويت يؤكد التزام جماعة بركان الراسخ بنهج الحكامة التشاركية والتخطيط العمراني المتوازن، الذي يضمن تنمية مستدامة ومنسجمة للمجال الترابي.

أهمية هذا المشروع تتجاوز البعد العمراني الصرف لتطال الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. تصميم التهيئة الجديد يرسم خارطة طريق واضحة لتطوير البنيات التحتية، وتنظيم استعمالات الأراضي، وتحديد المناطق المخصصة للأنشطة الاقتصادية المختلفة. هذا التخطيط المحكم يسهل عملية اتخاذ القرار بالنسبة للمستثمرين المحتملين، ويوفر رؤية واضحة للتطور العمراني المستقبلي للمدينة على المدى المتوسط والبعيد.

من المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تعزيز مكانة بركان كقطب اقتصادي جهوي مهم، خاصة في القطاعات الزراعية والصناعات الغذائية والخدمات. تحسين التنظيم العمراني وتطوير البنيات التحتية سيخلق بيئة أكثر جاذبية للأعمال، مما قد يسرع وتيرة خلق فرص الشغل وتنويع النسيج الاقتصادي المحلي.

بهذه الخطوة الاستراتيجية، تجدد جماعة بركان التزامها القوي بمواصلة مسار الإصلاح والتأهيل الحضري، بما يجعل من المدينة نموذجا يحتذى في التخطيط العمراني العصري والالتقائية الفعالة بين مختلف المتدخلين. هذا التوجه يصب في نهاية المطاف في خدمة المصلحة العامة للمواطنين، ويضع اللبنات الأساسية لمستقبل حضري أكثر تنظيما وازدهارا.

المشروع المصادق عليه يمثل أيضا فرصة لمعالجة التحديات العمرانية القائمة، من قبيل الزحف العمراني العشوائي، ونقص المساحات الخضراء، والحاجة إلى تطوير شبكات النقل الحضري. الرؤية المستقبلية المتضمنة في التصميم تراهن على خلق توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على جودة الحياة، مع إيلاء اهتمام خاص للبعد البيئي والاستدامة.