مؤشرات إيجابية لزراعة الزيتون بجرادة

اقتصاد الشرق
بدأت الأمطار الأخيرة التي هطلت على إقليم جرادة، وسياسات تحويل الأراضي الجرداء إلى بساتين زيتون، تؤتي ثمارها. بلغ إجمالي الهطولات المطرية الأخيرة حوالي 123 ملم، مما يمثل زيادة بنسبة 110٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي (لكنها أقل بنسبة 50٪ من موسم الأمطار العادي).
ساهمت هذه الأمطار في تحسين عملية الإزهار لأشجار الزيتون والأشجار المثمرة الأخرى في الإقليم، مما يعزز مرحلة العقد (خلال أشهر مارس وأبريل ومايو) ويزيد من فرص الحصول على إنتاج وفير هذا العام. ويبدي العديد من المزارعين تفاؤلاً، مؤكدين أن الظروف المناخية الحالية تبشر بحصاد جيد، مع التأكيد على أهمية مواصلة جهود الاستدامة لمواجهة التحديات الناجمة عن ندرة الأمطار. وتظل هذه اليقظة ضرورية لحماية 4800 هكتار المخصصة لهذه الزراعة، منها 1600 هكتار من الأراضي البورية و3200 هكتار من الأراضي المروية.
إمكانيات التوسع الكبيرة
لا يزال مجال التوسع في هذه السلسلة الإنتاجية كبيراً، حيث يقدر بعشرات الآلاف من الهكتارات وفقاً لمصدر من المديرية الإقليمية لوزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بجرادة. تعتمد المديرية الإقليمية على نهج تطوري لتوسيع المساحات، وحماية البساتين (خاصة المزروعة حديثاً)، ودعم صغار المزارعين وتحسين دخلهم. ويوضح عبد الرحمن أنفلوس، المدير الإقليمي للزراعة: “تقدم المديرية أيضاً دعماً لعمليات التثمين والتسويق لضمان وصول المنتجات المحلية إلى الأسواق بأسعار عادلة”.
إمكانات زراعية واعدة
يؤكد مزارعو الإقليم استعدادهم لمواجهة هذه التحديات. يقول سفيان اليعلوي، مزارع من جماعة كنفودة: “إن العمل الدؤوب والدعم المخصص يشكلان عوامل أساسية لضمان حماية أفضل للتربة وإنتاج جيد”. وتوفر وفرة الأراضي الخصبة (غير المستغلة بعد) والمياه القابلة للري، بالإضافة إلى الجهود المشتركة الميدانية، ضماناً للتحول المنشود لإقليم يتمتع بإمكانات زراعية كبيرة، بدلاً من اقتصاره على الرعي فقط. علاوة على ذلك، يمكن لتحسين غلة الأراضي البكر جذب استثمارات جديدة في الصناعات الغذائية، مع الاستفادة من الدعم الحكومي المتعدد. وهذا ما توصي به استراتيجية “جيل أخضر 2020-2030” في إطار رؤيتها لدعم تحويل القطاع وتحسين ظروف عيش المزارعين.
دعم خاص لقطاع الزيتون
يستفيد قطاع الزيتون من دعم خاص في إطار الاستراتيجيات المختلفة لتحسين الغلة وتحديث هذه الزراعة. كما يجذب القطاع مزيداً من الاستثمارات نظراً للطلب الكبير على الثمار والزيت، والجاذبية الاقتصادية، وجودة التربة، ووفرة الموارد المائية، والفرص التي يوفرها تحديث القطاع. وفي هذا الإطار، ولتعزيز القيمة المضافة للإنتاج المحلي، يتوفر إقليم جرادة على تسع وحدات لعصر الزيتون: أربع وحدات بكنفودة (وحدتان حديثتان ووحدتان تقليديتان)، وثلاث وحدات بقوافات (وحدتان حديثتان وواحدة تقليدية)، وواحدة بلعوينات وأخرى بإبخاتة.
الحذر ضروري
تتركز زراعة الزيتون بشكل رئيسي في شمال الإقليم (كنفودة، لعوينات، قوافات، إبخاتة ومريجة)، مما يتيح استغلال الأراضي المنحدرة في هذه المناطق. أما في الجماعات الأخرى، فإن خطر الصقيع يعيق توسع هذه السلسلة الإنتاجية.
لا يجب أن تحجب مؤشرات الحصاد الجيد والغلة المرتفعة ضرورة ترشيد الموارد، خاصة الجوفية. ويضيف أنفلوس: “من الضروري اللجوء إلى جميع تقنيات الري الحديثة لضمان استدامة الموارد المائية الحيوية للقطاع”. وبحسبه، فإن الالتزام الجاد لجميع المتدخلين (المزارعين، المسؤولين الترابيين والإداريين، بالإضافة إلى المستشارين والفنيين الزراعيين) يظل ضرورياً لضمان النتائج الإيجابية لسلسلة الزيتون.
جرادة.. نحو تحول زراعي ناجح
تسعى جرادة، التي بدأت تحولها إلى إقليم ذي إمكانات زراعية كبيرة، إلى جعل هذا القطاع ركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، فإن موقعها الجغرافي يتطلب اعتماد مقاربات عقلانية للاستفادة القصوى من مياهها السطحية والجوفية، خاصة في جماعة قوافات المعروفة بجودة مياهها.