غرفة التجارة والصناعة والخدمات للشرق تستضيف لقاءً جهوياً لدعم التعاونيات في إطار برنامج التنمية المحلية المندمجة

اقتصاد الشرق

استضافت غرفة التجارة والصناعة والخدمات للشرق بوجدة، يوم الثلاثاء 23 شتنبر 2025، لقاءً جهوياً مهماً حول برنامج التنمية المحلية المندمجة لجهة الشرق، بشراكة مع وكالة جهة الشرق والمندوبية الجهوية لمكتب تنمية التعاون وجمعية القطاع التعاوني. هذا اللقاء الذي انطلق في الحادية عشرة صباحاً، يأتي في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز النسيج التعاوني بالجهة الذي يضم أكثر من 5500 تعاونية، مما يجعل جهة الشرق في المقدمة وطنياً في هذا المجال.

يندرج هذا اللقاء ضمن مبادرة شاملة للتعبير عن الاهتمام موجهة للتعاونيات المحلية، بهدف إنجاز برنامج مواكبة وتقوية متخصص يسعى إلى تشجيع التشغيل وخلق فرص عمل جديدة بجهة الشرق. البرنامج الذي يحمل اسم “DELIO” يتم تنفيذه بشراكة استراتيجية بين وكالة جهة الشرق والمندوبية الجهوية لمكتب تنمية التعاون، ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمنطقة.

في كلماته الافتتاحية، أكد السيد سمير سراج، رئيس جمعية القطاع التعاوني بالمغرب الشرقي، على الأهمية البالغة لدعم النسيج التعاوني وتأهيله لمواجهة تحديات السوق المعاصرة. كما شدد السيد أسامة اخيار، المدير الجهوي لمكتب تنمية التعاون، على ضرورة الاستثمار في القدرات البشرية والتقنية للتعاونيات لضمان استدامتها وفعاليتها.

من جانبه، رحب السيد زكرياء صفراوي، ممثل الغرفة، بالحاضرين مؤكداً أن هذا اللقاء يدخل في إطار التزام الغرفة بتشجيع الاستثمار في أقاليم الجهة الشرقية وخلق مشاريع مدرة للدخل. وأشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه الغرفة في دعم خلق المقاولات وتكوين التجمعات المهنية والتكوين المستمر، بالإضافة إلى توفير خدمات القرب من خلال شبابيك متخصصة للملكية الصناعية والتجارية والوثائق الإدارية.

قدمت السيدة بشرى رمضان، المسؤولة عن برنامج DELIO، عرضاً شاملاً حول آليات التمويل والدعم المتاحة أمام التعاونيات، مع التركيز على أهمية تقديم مشاريع مبتكرة ومستدامة. وأوضحت أن البرنامج، المطور بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يستهدف إحداث تغييرات جذرية لتحسين الظروف المعيشية للنساء والرجال في المناطق النائية والهشة بالجهة.

يركز برنامج التنمية المحلية المندمجة على ثلاث فئات رئيسية من التعاونيات: التعاونيات الفلاحية والصناعات الغذائية، تعاونيات الصناعة التقليدية، وتعاونيات السياحة البيئية. هذا التنويع يعكس الثراء الاقتصادي للجهة ويضمن تغطية شاملة لمختلف القطاعات الحيوية.

يشمل الدعم المقدم محورين أساسيين: التجهيز بكل ما يتعلق بعمليات الإنتاج والتحويل والتثمين من معدات وآليات حسب الاحتياجات الأولية، وتقوية القدرات الفردية والتنظيمية والهيكلية والتقنية للتعاونيات المختارة، بما يشمل التسيير الإداري والمالي والتسويق الإلكتروني.

حدد البرنامج آجالاً واضحة للمشاركة، حيث يمكن الحصول على ملفات التعبير عن الاهتمام من مكتب الضبط لوكالة جهة الشرق أو تحميلها من الموقع الإلكتروني للوكالة، مع تحديد 30 شتنبر 2025 كآخر أجل لإيداع الملفات بوكالة جهة الشرق بوجدة.

شهد اللقاء مشاركة واسعة لأكثر من 80 تعاونية، مما يعكس الاهتمام الكبير بهذا البرنامج والحماس للاستفادة من فرص الدعم المتاحة. النقاشات المستفيضة والمثمرة التي دارت خلال اللقاء أظهرت النضج والوعي الذي تتمتع به التعاونيات في فهم التحديات والفرص المتاحة.

في ختام اللقاء، أشاد المشاركون بالجهود المبذولة من قبل جميع الأطراف المنظمة، خاصة المندوبية الجهوية لمكتب تنمية التعاون ووكالة جهة الشرق وجمعية القطاع التعاوني وغرفة التجارة والصناعة والخدمات للشرق. هذا التقدير يعكس نجاح التنسيق بين مختلف الفاعلين المؤسسيين في دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

يمثل هذا اللقاء إضافة نوعية حقيقية لمسار تعزيز التنمية الشاملة والمتوازنة بجهة الشرق، خاصة وأن الجهة تحتل موقعاً متقدماً في المشهد التعاوني الوطني. هذا التوجه يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للمملكة في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كرافعة أساسية للتنمية المستدامة وخلق فرص العمل، خاصة للشباب والنساء في المناطق القروية والنائية.