عامل جرسيف يتفقد مشاريع تنموية لتحسين مستوى عيش الساكنة

اقتصاد الشرق
في سياق تعزيز آليات القرب وتتبع تنفيذ البرامج التنموية على المستوى الترابي، قام السيد عبد السلام الحتاش، عامل إقليم جرسيف، بزيارة ميدانية شملت جماعتي بركين وراس لقصر، للوقوف على سير مجموعة من المشاريع الكبرى، سواء المنجزة أو التي لا تزال في طور الإنجاز، وذلك بهدف دعم البنيات الأساسية وتحسين مستوى عيش المواطنين بالإقليم.
وخلال هذه الجولة، حل عامل الإقليم بجماعة بركين، مرفوقًا بالكاتب العام وعدد من المسؤولين الجهويين والمركزيين، حيث وقف على أشغال مشروع سد تاركاومادي الذي بلغت نسبة إنجازه نحو 72%. ويُعد هذا المشروع من الأوراش الاستراتيجية التي تعوّل عليها السلطات الإقليمية لضمان أمن مائي مستدام، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية المتسارعة والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية.
وفي جماعة راس لقصر، تركزت الزيارة على تتبع أشغال المأخذ الرئيسي لتزويد الإقليم بالماء الصالح للشرب، والذي شارف على الاكتمال بنسبة إنجاز قاربت 99%، إلى جانب محطة معالجة مياه تاركاومادي، التي تُعد نموذجًا في مجال التدبير البيئي الرشيد وتوفير خدمات الماء بجودة عالية.
وشملت الجولة كذلك معاينة عدد من المشاريع الفلاحية الهامة، في مقدمتها مشروع ساقية الري بمنطقة زبزيط، الذي لقي استحسان الساكنة لما يوفره من انتظام في مياه السقي، إضافة إلى مشروع إحداث حقل الخروب على مساحة تقدر بـ335 هكتار، وهو المشروع الأول من نوعه بالإقليم، ويهدف إلى تثمين سلاسل الإنتاج الفلاحي، ودعم الاقتصاد المحلي، وخلق فرص شغل لفائدة الشباب وحاملي المبادرات المقاولاتية.
ولم تُغفل الزيارة الميدانية تتبع أوراش البنية التحتية الطرقية، حيث تفقد السيد العامل سير الأشغال بعدد من المسالك، من بينها المسلك RP5432 بدوار إكلي، والطريق الرابط بين دواري سطح المغاسل وبلهامل، والطريق الرابط بين دواري الصور وروشن. وقد شدد العامل على ضرورة ضمان جودة الإنجاز واحترام المعايير التقنية، مع الالتزام بإرجاع الحالة الأصلية للمسالك بعد الانتهاء من الأشغال.
وفي بادرة ذات طابع اجتماعي وإنساني، قام العامل بزيارة تفقدية لكل من دواري تامست وتايدة، قصد تشخيص وضعيتهما الميدانية، خاصة من حيث توفر الخدمات الأساسية، حيث أكد على أهمية إدراجهما ضمن البرامج ذات الأولوية، واتخاذ إجراءات استعجالية لتحسين ظروف العيش بهما، انسجامًا مع مبدأ العدالة المجالية وتكافؤ الفرص.
وتندرج هذه الزيارة ضمن رؤية ترابية شمولية تعتمد على التتبع المباشر لأوراش التنمية، وتجاوز العراقيل التي قد تعيق تنفيذ المشاريع العمومية، من خلال التنسيق المستمر بين مختلف الفاعلين، وضمان احترام الجودة والآجال المحددة، بما يعزز من حضور الدولة ميدانيًا، ويكرس الثقة في المؤسسات ويخدم الصالح العام بشكل ملموس.