عامل الناظور يشرف على تقدم مشروع معالجة المياه العادمة بكلفة 40 مليون درهم

اقتصاد الشرق

ترأس عامل إقليم الناظور اجتماعاً تنسيقياً مهماً يوم الأربعاء 24 شتنبر الجاري، خُصص لمتابعة تقدم مشروع معالجة المياه العادمة في الناظور وبني أنصار، بحضور رؤساء الجماعات وممثلي السلطات المحلية ومسؤولي المصالح الخارجية. هذا المشروع الاستراتيجي يأتي في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تثمين الموارد المائية ومواجهة تحديات الندرة المائية المتزايدة بالمنطقة.

يهدف المشروع، الذي تشرف على تنفيذه الشركة الجهوية متعددة الخدمات “الشرق”، إلى إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة من محطتي الناظور وبني أنصار لأغراض بيئية واقتصادية متعددة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية للمشروع 7 آلاف متر مكعب من المياه المعالجة، مما يمثل موردا مائيا بديلا مهما في ظل الضغط المتزايد على الموارد التقليدية.

تتوزع استخدامات هذه المياه المعالجة على عدة محاور أساسية، حيث ستوجه لري أكثر من 70 هكتاراً من المساحات الخضراء بمدينتي الناظور وبني أنصار، مما سيسهم في توسيع الرقعة الخضراء وتحسين المشهد الحضري. كما سيخصص جزء من هذه المياه لتنظيف الساحات والشوارع العمومية، مما يقلل من الاعتماد على مياه الشرب في هذه الاستخدامات.

يأتي هذا المشروع البيئي في إطار اتفاقية شراكة بغلاف مالي يقدر بحوالي 40 مليون درهم، بتمويل من الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق وعدد من الشركاء المؤسساتيين. هذا الاستثمار الكبير يعكس الأولوية التي توليها السلطات العمومية لمشاريع معالجة المياه العادمة في الناظور والمنطقة الشرقية ككل.

من المقرر أن تنطلق أشغال المشروع مع بداية سنة 2026، حيث ستشمل إنشاء شبكة أنابيب متطورة لنقل المياه المعالجة من المحطتين إلى نقاط الاستهلاك المختلفة. هذا التوقيت يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للمياه التي تهدف إلى تنويع مصادر التزويد وتقليل الهدر.

يُنتظر أن يحقق هذا المشروع عدة فوائد اقتصادية وبيئية مهمة، أبرزها تخفيض الضغط على الموارد المائية التقليدية كالمياه الجوفية والسطحية، والتي تشهد استنزافا متزايدا بسبب الجفاف المتكرر والنمو الديموغرافي. كما سيساهم في خلق فرص عمل جديدة في مجالي التشغيل والصيانة.

على الصعيد البيئي، سيسهم المشروع في تقليل التلوث البيئي من خلال إعادة تدوير المياه العادمة بدلا من صرفها مباشرة، مما يحمي الموارد الطبيعية ويعزز التوازن الإيكولوجي بالمنطقة. هذا النهج يتماشى مع المعايير الدولية للتنمية المستدامة والاقتصاد الدائري.

يأتي هذا المشروع الطموح ضمن رؤية شاملة لتطوير الاقتصاد الأخضر بالمنطقة الشرقية، حيث تسعى السلطات إلى جعل الناظور نموذجا رائدا في مجال إدارة الموارد المائية. هذه الجهود تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية للمياه 2050 التي تركز على الأمن المائي والاستدامة.

ومن المتوقع أن يعزز نجاح هذا المشروع من جاذبية المنطقة للاستثمار في القطاعات الخضراء، خاصة في مجالات الفلاحة المستدامة والسياحة البيئية. كما سيساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال توفير مساحات خضراء أكثر ونظافة أفضل للمجال العمومي.