حسين الحدّاوي.. ابن الريف يتألق في مسلسل نرويجي بحضور سفيرة المغرب

اقتصاد الشرق
شهدت النرويج الأسبوع الماضي حدثاً ثقافياً مميزاً بعرض الحلقة الأولى من مسلسل تلفزيوني جديد يحمل عنوان “Rørleggerne” (السباكون) على قناة Heim TV النرويجية. المسلسل، الذي يتكون من 10 حلقات، شارك فيه حسين الحدّاوي، المغربي من منطقة الريف والمعروف باسم husseinfikser، في خطوة تعكس نجاح أبناء الريف في التألق على المستوى الدولي.
أقيم حفل كبير في أوسلو بمناسبة هذا الإنجاز، حيث تم عرض الحلقة الأولى من المسلسل. حضر الحفل سفيرة المغرب في النرويج، إلى جانب مختلف الشخصيات والمؤثرين في النرويج، ما يؤكد الأهمية الثقافية والاجتماعية لهذا الحدث. وخلال الحفل، تم تكريم أبرز الشخصيات المشاركة في المسلسل والشخصيات الحاضرة، في أجواء احتفالية عكست التقدير الكبير لهذا العمل الفني.
حسين الحدّاوي ليس مجرد شخصية تلفزيونية، بل هو نموذج حي للمهاجر الناجح الذي استطاع أن يحفر اسمه في المجتمع النرويجي. يعمل في مجال السباكة والابتكار المجتمعي، وله حضور قوي على منصات التواصل الاجتماعي بأكثر من 150 ألف متابع على إنستغرام. حصل عام 2021 على لقب “Norges hyggeligste håndverker” أي “ألطف حرفي في النرويج”، وهو أيضاً رائد أعمال وصاحب شركة “NRS” المتخصصة في خدمات السباكة.
مسيرة حسين المهنية لا تقتصر على هذا المسلسل فقط. فقد شارك سابقاً في برامج تلفزيونية نرويجية شهيرة مثل Sinnasnekker’n وSommerhytta، ما عزز شهرته وجعله قدوة للمهاجرين في المجتمع النرويجي. يقود الحدّاوي أيضاً حملات توعية ومشاريع اجتماعية لدعم شباب المهاجرين، مشجعاً إياهم على دخول سوق العمل المهني، خاصة في مجال السباكة. يشرف شخصياً على تدريب وتأهيل المتدربين الجدد، ناقلاً لهم خبرته ومعرفته.
ما يميز حسين الحدّاوي هو قدرته على المزج بين نجاحه المهني والحفاظ على جذوره المغربية. ينشر باستمرار محتوى ملهماً حول العمل والاجتهاد، ويشارك متابعيه تفاصيل حياته اليومية المهنية مع هويته المغربية. كما يوثق زياراته وأعماله الخيرية بالمغرب، خصوصاً في مراكش، معبراً عن ارتباطه الوثيق بوطنه الأم.
يمثل حسين نموذجاً للاندماج الإيجابي في المجتمع الأوروبي دون التخلي عن الانتماء. استطاع أن يحول قصته إلى مصدر إلهام للشباب، محفزاً إياهم على الاجتهاد والتعلم والمبادرة. يربط دائماً بين نجاحه المهني وحبه لوطنه وأصله الريفي، ويتفاعل بشكل مستمر مع الجالية المغربية بالنرويج ومع المؤسسات الرسمية مثل السفارة المغربية في الأحداث الكبرى. مشاركته في مسلسل “السباكون” تضيف فصلاً جديداً إلى مسيرته الاستثنائية، وتعكس قدرة أبناء جهة الشرق على التميز في مختلف المجالات عالمياً.