جهة الشرق تستفيد من برنامج 81 مشروعا للسياحة البيئية

اقتصاد الشرق
أطلقت الشركة المغربية للهندسة السياحية برنامجا لمواكبة 289 مشروعا في مجال السياحة البيئية عبر 9 جهات بالمملكة، من بينها جهة الشرق التي ستستفيد من حصة ضمن 81 مشروعا موزعة بين أربع جهات شمالية وشرقية. يهدف البرنامج إلى دعم إنشاء أنشطة سياحية جديدة أو مواكبة مشاريع قائمة لخلق منظومة سياحية أو تحسين إنتاجيتها، وذلك لتعزيز جاذبية هذه القرى والجهات، بما فيها جهة الشرق، أمام المستثمرين والسياح.
رسمت الشركة المغربية للهندسة السياحية، من خلال سلسلة دعوات لإبداء الاهتمام، خارطة طريق لتنشيط السياحة البيئية في المغرب. تستهدف المبادرة توزيع المشاريع المختارة على الشكل التالي: 73 مشروعا بجهة فاس مكناس، و74 مشروعا موزعة بين جهتي مراكش آسفي وبني ملال خنيفرة، و29 مشروعا بجهة درعة تافيلالت، و81 مشروعا موزعة بين جهات طنجة تطوان الحسيمة والدار البيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة والشرق، إضافة إلى 32 مشروعا بقرى قروية في جهة سوس ماسة.
تمثل جهة الشرق إحدى المناطق المستفيدة من هذا البرنامج، حيث تتقاسم مع ثلاث جهات أخرى رصيدا من 81 مشروعا. يفتح هذا التوزيع آفاقا جديدة لتطوير السياحة البيئية في المنطقة الشرقية، التي تزخر بإمكانيات طبيعية وثقافية يمكن استثمارها لتنويع النسيج السياحي المحلي.
مواكبة على ثلاث مراحل
حددت الشركة المغربية للهندسة السياحية مسارا منظما للمواكبة يمتد على ثلاث مراحل رئيسية، بمدة إجمالية تقدر بـ850 يوما. ستستفيد جهة الشرق، كباقي الجهات المستهدفة، من هذا الإطار المنهجي لتأطير مشاريعها السياحية البيئية.
تتمثل المرحلة الأولى في البحث والاختيار الأولي للمشاريع. سيتولى مقدم الخدمات التواصل حول دعوة إبداء الاهتمام، ومساعدة حاملي المشاريع على تقديم ملفاتهم عبر المنصة المخصصة، ثم إجراء اختيار أولي للمشاريع المستهدفة الواعدة، بما في ذلك المبادرات المقدمة من جهة الشرق.
أما المرحلة الثانية فتركز على الاحتضان والوصول إلى التمويل. بعد اختيار المشاريع، سيضع مقدم الخدمات تشخيصا للمشاريع القائمة أو قيد الإنشاء، ويطور برنامج احتضان يتم إضفاء الطابع الرسمي عليه من خلال اتفاقيات. سيستفيد كل مشروع من حجم ساعي أدنى قدره 120 ساعة من المواكبة. بعد ذلك، تعرض المشاريع على لجنة التمويل للتعاقد على الدعم المالي، حيث يرافق مقدم الخدمات حاملي المشاريع لإطلاق الشريحتين الأوليين من الإعانة المخصصة.
تخصص المرحلة الثالثة لإنجاز المشروع ومتابعته بعد التمويل. يتابع مقدم الخدمات تنفيذ المشاريع ويرافق إطلاق الشريحة الثالثة والأخيرة من الإعانة. بعد إنجاز الأشغال، يتم إعداد محضر معاينة الإنجاز، ليستفيد المشروع من متابعة لمدة 24 شهرا بعد إطلاق هذه الشريحة الأخيرة، بهدف ضمان استدامته على المدى الطويل.
رهان جهة الشرق على السياحة البيئية
يندرج هذا البرنامج ضمن التوجهات الوطنية لتطوير السياحة البيئية كرافعة للتنمية الاقتصادية المحلية. بالنسبة لجهة الشرق، تمثل هذه المبادرة فرصة لتثمين مقوماتها الطبيعية والثقافية، وبناء منظومة سياحية متكاملة تعزز من قدراتها على استقطاب الاستثمارات السياحية.
يوفر البرنامج لحاملي المشاريع بجهة الشرق وباقي الجهات إطارا تقنيا وماليا متكاملا، من مرحلة الفكرة إلى التشغيل الفعلي، مع متابعة تمتد لسنتين لضمان نجاح المشاريع واستمراريتها. تشمل المواكبة جوانب متعددة تتراوح بين التشخيص والاحتضان والتمويل والمتابعة الميدانية، ما يعكس نهجا شاملا لتنمية قطاع السياحة البيئية في المغرب.
تمثل هذه المبادرة فرصة لتنويع العرض السياحي في جهة الشرق وباقي المناطق المستهدفة، مع تثمين الموارد الطبيعية والثقافية للمناطق القروية والجبلية، وخلق فرص شغل محلية تساهم في تحسين الدخل وتثبيت الساكنة في مناطقها.