بمشاركة 186 ألف زائر.. معرض الشرق للاقتصاد التضامني يُوطّد التعاون مع إفريقيا

اقتصاد الشرق
في ظل السعي نحو تحقيق تنمية مستدامة ونمو اقتصادي شامل، يبرز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كأحد أهم النماذج الاقتصادية الواعدة في جهة الشرق، حيث يعمل على استثمار الموارد المحلية لخلق دينامية اقتصادية تضم أكثر من 5400 تعاونية نشطة على المستوى الجهوي. هذا النجاح المتصاعد دفع إلى تنظيم الدورة السادسة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي انعقد هذه السنة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال الفترة الممتدة بين 23 و30 مايو 2025، تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رافعة أساسية لتنمية شاملة ومستدامة”.
شهد المعرض مشاركة مكثفة بلغت 270 رواقًا و540 عارضًا، مثلوا تعاونيات وجمعيات ومقاولات اجتماعية من مختلف أقاليم الجهة، بالإضافة إلى وفود من دول إفريقية شقيقة مثل السنغال وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وموريتانيا، مما أضاف بُعدًا دوليًا لهذه التظاهرة. وقد نجح المعرض في جذب أكثر من 186 ألف زائر، مسجلاً بذلك رقمًا قياسيًا في عدد الحضور مقارنة بالدورات السابقة، وهو ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا القطاع في تعزيز الاقتصاد المحلي والإقليمي.
تميزت هذه الدورة بتنظيم برنامج غني شمل سلسلة من الندوات وورشات العمل التكوينية، التي ركزت على مواضيع حيوية مثل التمويل والتسويق الرقمي وتعزيز الابتكار في المنتجات المحلية. كما تضمنت فعاليات موازية لعرض التجارب الناجحة ومناقشة سبل تعزيز التعاون بين الفاعلين المحليين والدوليين، خاصة في إطار الشراكة جنوب-جنوب. وأكد محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، على أن هذا المعرض يمثل حدثًا محوريًا يعكس التزام الجهة بدعم الاقتصاد التضامني كرافعة للتنمية المستدامة والإدماج الاقتصادي.
في سياق متصل، كشف بوعرورو عن إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز هذا القطاع، منها إنشاء أكاديمية جهوية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإحداث حاضنات مالية ترابية لدعم التعاونيات الناشئة. كما أعلن عن برامج تهدف إلى توطيد التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة، انطلاقًا من دور جهة الشرق كجسر للتعاون الاقتصادي بين المغرب وإفريقيا.
يأتي نجاح هذه الدورة تتويجًا لجهود متواصلة تبذلها الجهة لترسيخ الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كقطاع استراتيجي، حيث تم خلال حفل الاختتام الخروج بتوصيات هامة تهدف إلى تعزيز دور الجماعات الترابية في هذا المجال، وتشجيع الابتكار، وتحسين ولوج التعاونيات إلى الأسواق الإفريقية. كما شكل المعرض فرصة لتكريم الفاعلين البارزين في القطاع، وتجديد العهد بالولاء لجلالة الملك محمد السادس على دعمه المتواصل لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة.
بهذه الروح، يؤكد المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني مكانته كمنصة رئيسية لتعزيز الرؤية التنموية لجهة الشرق، التي تسعى إلى ترسيخ اقتصاد شامل ومستدام، قادر على مواجهة التحديات وخلق فرص جديدة للأجيال القادمة.