وجدة

تفاصيل إنشاء جامعة محمد السادس للعلوم الصحية بوجدة

اقتصاد الشرق

اختارت جامعة محمد السادس للعلوم الصحية (UM6SS) وجدة كمدينة سادسة لتعزيز انتشارها على المستوى الوطني. اختيار يُفسر بفرص التوسع التي توفرها عاصمة الجهة الشرقية.

يفتح تكنوبول وجدة مجالًا جديدًا لتعزيز عرضها للنمو الاقتصادي، مع المنشأة الجديدة لجامعة محمد السادس للعلوم الصحية.

سيتم إنشاء هذا المجمع الجامعي الجديد المخصص لعلوم الصحة داخل حرم المعرفة بتكنوبول وجدة، على مساحة تقارب 12 هكتارًا. ويتطلب تنفيذه استثمارًا بقيمة 2.3 مليار درهم، ومن المتوقع أن يُسهم في خلق 2150 فرصة عمل دائمة. ومن المقرر الانتهاء من الأشغال خلال عامين، وفقًا لمصدر مقرب من الملف.

من حيث الأهداف، تسعى جامعة محمد السادس للعلوم الصحية إلى تكوين جيل جديد من المهنيين في مجال الصحة، ودعم السياسة الوطنية لتعميم التغطية الصحية، مع المساهمة في تعزيز وتوطين مكانة جهة الشرق كفاعل رئيس في التكوين الطبي وشبه الطبي على المستويين الوطني والإفريقي.

على المستوى البيداغوجي، ستكون الجامعة مجهزة بتجهيزات تعليمية عصرية، وإقامات جامعية ذات معايير دولية، وبنيات تحتية تعزز الابتكار البيداغوجي والبحث الطبي. مما يعكس الرؤية الجديدة للجامعة في توسيع عرضها التكويني.

تشكيلة متنوعة من التكوينات
موقعها داخل حرم المعرفة بتكنوبول وجدة ليس اختيارًا عشوائيًا. بل ينبع من الاستراتيجية التنموية الملكية المخصصة لجهة الشرق، والتي تتمحور حول مكونين: صناعي/تجاري وآخر مخصص للابتكار والبحث العلمي.

هذه الوحدة الصحية الجديدة هي مشروع متكامل، يتم إنشاؤها بجوار معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بوجدة (أول معهد وطني متخصص في الطاقات المتجددة تابع لجامعة محمد الأول)، وحرم نقل التكنولوجيا والخبرة الجامعي (CU2TE)، ومجمع التكوين في مهن تكنولوجيات المعلومات الحديثة والتصوير الإلكتروني (OFPPT)، بالإضافة إلى منطقة وجدة 01 Talent والمدرسة الجديدة للهندسة المعمارية.

كجامعة رائدة في مجالها، تتمثل مهمة جامعة محمد السادس في تكوين خبراء وكفاءات في مهن علوم الصحة، وتعزيز البحث والخبرة لتلبية احتياجات السكان. كما يُتوقع أن تضيف قيمة للعمل الذي تقوم به كلية الطب والمستشفى الجامعي بوجدة.

في هذا الإطار، تقدم الجامعة تكوينات في الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والطب البيطري، والهندسة الطبية الحيوية، وعلوم وتقنيات الصحة، والصحة العمومية، وعلوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية، والحوكمة والقيادة وعلوم السلوك. كما تتميز بكونها مؤسسة ذات نفع عام غير ربحية تمنح دبلومات معترفًا بها من الدولة. مما يشكل فرصة حقيقية للطلاب الراغبين في بناء مسار مهني في مجال الصحة.

هدف مزدوج
كما أن قربها من المنطقة الصناعية للتكنوبول يعكس رؤية استراتيجية تربط مراكز ومعاهد التكوين المتخصص بالمناطق الصناعية. كما هو الحال بالنسبة لأول منطقة صناعية في الشرق التي تضم: قسمًا للشركات الصغيرة والمتوسطة (تم بيعه بالكامل) والذي استفاد من التوسعة لتلبية الطلبات الجديدة، والمنطقة الحرة التي تشهد إقامة ثلاثة مشغلين عالميين في صناعة السيارات، بينما سيتم الإعلان عن مشاريع أخرى قريبًا في منطقة التسريع الصناعي، كما يوضح رشيد رامي، المدير المنتدب للمركز الجهوي للاستثمار بالشرق.

يقوم المركز الجهوي للاستثمار بالشرق بتوجيه المشاريع حسب مكوناتها وتخصصاتها، مع اقتراح موقع إنشاء مناسب ومجهز بشبكات الاتصال وإمكانية الوصول بأسعار تنافسية (غير متوفرة في مناطق صناعية أخرى بالمملكة).

يكفي أن نذكر أن بناء جامعة محمد السادس للعلوم الصحية كان مبرمجًا على مساحة بضعة هكتارات، ولكن بفضل دعم المركز الجهوي للاستثمار، تضاعفت المساحة الأصلية للمشروع لتبلغ حاليا 12 هكتارًا.

لا تكفي التشجيعات والحوافز ومساعدات التشغيل لجذب المستثمرين. فجودة الحياة عامل حاسم أيضًا. وهذا ما أدركته سلطات وجدة، المدينة التي تشهد عملية تطوير حضري شاملة.

مع تعداد سكاني يتجاوز 500 ألف نسمة، تشهد عاصمة الشرق أعمالاً في جميع الاتجاهات لتحفيز القطاع الثالث (مساحات تجارية، وفندقة، وأسواق عصرية، وسياحة، وترفيه، إلخ). وبالتالي، فإن عروض الإنشاء لتطوير أنشطة القطاع الثالث جارية أو ستُطلق قريبًا.

فالمجمع الحضري الجديد “وجدة سيتي سنتر” يتوقع تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات، والترفيه، والإقامة، والتجارة. كما يوجد في طور الإنجاز مشروع حضري جديد بجوار محطة القطار، يشمل برجين جديدين وفندقًا بخمس نجوم، ومركزًا تجاريًا، ومكاتب، وأنشطة تصوير إلكتروني، وتأمين، إلخ. بالإضافة إلى أعمال تجديد مداخل المدينة، والساحات العمومية، والمساحات الخضراء.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button