تحديث الإنارة العمومية بوجدة بـ20 مليون درهم لتعزيز الجاذبية الاقتصادية

اقتصاد الشرق
تشهد مداخل مدينة وجدة الأربعة تحولا ملموسا في مجال الإنارة العمومية، حيث بلغت نسبة إنجاز مشروع تجديد الإنارة أكثر من 60 في المئة. يشمل المشروع شارع ولي العهد المؤدي إلى مطار وجدة أنجاد، وشارع البكاي نحو نقطة الأداء الطرقي السيار، وشارع زايد بن سلطان باتجاه المركز الإيكولوجي بمزوارية، وشارع محمد الخامس من ثانوية عمر بن عبد العزيز نحو المنطقة الصناعية.
استثمار بـ20 مليون درهم لتحديث البنية التحتية
خصصت الجماعة الحضرية لوجدة 20 مليون درهم لتحديث الإنارة العمومية على امتداد 28 كيلومترا من الطرق الحضرية. تتضمن الأشغال إعادة هيكلة الشبكات الأرضية المتضررة، وإصلاح الأعمدة والأذرع، وتحديث معدات الإنارة، بالإضافة إلى تخصيص إضاءة مميزة للأعمدة.
ينتظر أن يسهم استبدال المعدات المستهلكة للطاقة بتقنية LED في خفض فاتورة الطاقة بنحو 60 في المئة من النفقات الحالية، مع استرداد التكلفة في أقل من 6 سنوات. يوضح محمد موزوني، المهندس رئيس القسم التقني بجماعة وجدة، أن “المبالغ الموفرة بفضل هذا النهج الفعال في مجال الطاقة، ستساهم في إطلاق مشاريع أخرى لتحديث المدينة وتحسين جاذبيتها”.
2200 مصباح LED في 5 أشهر
سيتم تركيب 2200 مصباح LED جديد خلال أقل من 5 أشهر، ما يمثل 4.6 في المئة من الحظيرة الحالية للمصابيح. ستساعد أنظمة التسيير الذكية على ضبط الاضطرابات، وتحسين الإنتاج والتوزيع، والاستجابة السريعة للحالات الطارئة.
تعاني وجدة منذ سنوات من تقادم شبكة الإنارة العمومية، ما أثقل كاهل ميزانية الجماعة بنفقات صيانة متكررة لمعدات لا تستجيب للمعايير المطلوبة وفق المقاييس المغربية NM13201. يرحب السكان بهذه التدخلات التي طال انتظارها، خاصة أن جودة الإنارة العمومية تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية والنشاط الاقتصادي.
تأثير مباشر على الحركة التجارية
يشير زهر الدين الطيبي، فاعل جمعوي وجامعي، إلى أهمية المداخل الحضرية قائلا: “المداخل ليست مجرد شرايين تقود إلى وسط المدينة، بل هي المفاتيح الأولى لتنسيق ضروري للتنمية الحضرية الشاملة”. تسهل هذه المحاور الوصول إلى مختلف المكونات الإدارية والسكنية والتجارية والرياضية والثقافية والسياحية.
تشتهر وجدة بإغلاق معظم أنشطتها التجارية قبل السابعة مساء شتاء والثامنة صيفا، ما يلحق أضرارا بالقطاع التجاري ويدفع السكان للتسرع في قضاء حاجياتهم. يقول أحمد امحياوي، تاجر بسوق طنجة: “من غير الطبيعي أن تغلق المراكز التجارية الكبرى عند العاشرة ليلا، بينما نسدل الستائر في وسط المدينة وفي مختلف القيساريات مباشرة بعد غروب الشمس، بسبب إنارة عمومية معطلة”.
يطالب تجار المدينة، خاصة في المناطق ذات الكثافة التجارية مثل سوق القدس، بتعميم أشغال التحديث على مناطق الإقبال الكبير، معتبرين أن الإنارة العمومية عنصر أساسي لإنعاش النشاط التجاري وضمان أمن الممتلكات والمواطنين.
تندرج هذه المبادرة ضمن برامج التأهيل الحضري التي تشرف عليها مصالح الجماعة والولاية، التي أحدثت لهذا الغرض شركة متخصصة. يؤكد موزوني أن “جودة التكوين والتعليم، والخدمات المتعددة، والمساحات الترفيهية، والبنيات التحتية للولوجية، كلها قطاعات ستستفيد من كفاءة شبكات الإنارة العمومية والماء الصالح للشرب والاتصالات ومسالك التنقل”، مشيرا إلى الدور المحوري لهذه المشاريع في تعزيز الجاذبية الاقتصادية للمدينة أمام المستثمرين والأطر المحتملة.