أقاليم

بميزانية 575 ألف درهم.. الدريوش يراهن على الطاقة الشمسية لحل أزمة الماء

اقتصاد الشرق

أعلنت المديرية الإقليمية للفلاحة بالدريوش عن إطلاق طلب عروض مفتوح لإنجاز مشروع استراتيجي يهدف إلى تزويد جماعتي اتروكوت وامطالسة بنقط ماء مستدامة، في خطوة تهدف إلى مواجهة أزمة ندرة المياه التي يعاني منها الإقليم منذ سنوات. هذا المشروع يأتي ضمن الجهود الحكومية الرامية إلى تحسين الولوج إلى الماء الصالح للشرب في المناطق القروية، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي تضرب المنطقة الشرقية من المملكة.

يشمل المشروع الجديد إحداث نقطة ماء “إيار أمقران” بجماعة اتروكوت، إضافة إلى نقطة أخرى بدوار “بورحايل” بجماعة امطالسة. ما يميز هذا الورش هو اعتماده على تقنيات حديثة ومستدامة، حيث ستجهز نقط الماء بأنظمة تعتمد على الطاقة الشمسية والهيدروكهربائية، وهو توجه يعكس اهتمام السلطات بضمان استدامة الموارد المائية وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. هذا الخيار التقني يضمن أيضا تخفيض تكاليف التشغيل على المدى البعيد ويساهم في الحفاظ على البيئة.

رصدت الدولة لهذا المشروع الحيوي ميزانية إجمالية تقدر بـ575 ألف درهم، موزعة بشكل متوازن على النقطتين. خُصصت 295 ألف درهم لإحداث وتهيئة نقطة الماء “إيار أمقران”، فيما رُصد ما يقارب 280 ألف درهم لتجهيز نقطة “بورحايل”. هذا الغلاف المالي يعكس حجم التحديات التقنية واللوجستية المرتبطة بتوفير البنية التحتية المائية في المناطق القروية الوعرة.

من المقرر تنظيم زيارة ميدانية للموقع يوم 14 أكتوبر 2025، تمكن المقاولات المهتمة من معاينة طبيعة التضاريس والتحديات الميدانية قبل تقديم عروضها. أما جلسة فتح الأظرفة فستجرى يوم 21 من الشهر نفسه بمقر المديرية الإقليمية للفلاحة بالدريوش، في إطار احترام مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص بين المتنافسين.

يأتي هذا المشروع استجابة مباشرة لنداءات الساكنة المحلية والتعاونيات الفلاحية التي لم تتوقف طيلة السنوات الأخيرة عن المطالبة بتدخل عاجل لحل أزمة ندرة المياه. موجات الجفاف المتكررة التي ضربت إقليم الدريوش خلال السنوات الماضية فاقمت من معاناة السكان، وأثرت بشكل مباشر على الأنشطة الفلاحية والرعوية التي تشكل عماد الاقتصاد المحلي في هذه المناطق النائية.

يأمل المواطنون والفاعلون المحليون أن تساهم هذه المبادرة في تحسين الظروف المعيشية للساكنة بالعالم القروي بشكل ملموس، خاصة النساء والأطفال الذين يتحملون عبء البحث اليومي عن المياه الصالحة للاستعمال. نجاح هذا المشروع قد يشكل نموذجا يُحتذى به في باقي المناطق القروية التي تعاني من إشكاليات مماثلة، ويفتح الباب أمام توسيع نطاق الاستثمار في البنية التحتية المائية المستدامة بجهة الشرق.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button