انطلاق أشغال أكبر مصنع للعجلات بالمغرب في الدريوش باستثمار 675 مليون دولار

اقتصاد الشرق
شهدت المنطقة الحرة لبطوية بجماعة أمجاو، إقليم الدريوش، صباح الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، حدثاً اقتصادياً استثنائياً بإعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء أضخم مصنع لصناعة العجلات في المغرب. يأتي هذا المشروع الصناعي بالدريوش باستثمار ضخم يفوق 675 مليون دولار أمريكي، ليشكل نقطة تحول في المسار التنموي للجهة الشرقية ويعزز مكانتها كوجهة صناعية واعدة على المستوى الوطني والإفريقي.
تشرف على هذا المشروع الصناعي بالدريوش مجموعة Shandong Yongsheng Rubber الصينية عبر فرعها المغربي GOLDENSUN TIRE MOROCCO Co., Ltd، على مساحة إجمالية تبلغ 52 هكتاراً. يستفيد المصنع من موقع استراتيجي بالقرب من ميناء الناظور غرب المتوسط، مما يمنحه ميزة تنافسية كبيرة للوصول المباشر إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية. هذا القرب من البنية اللوجستية البحرية يقلص تكاليف النقل ويسرع عمليات التصدير، ما يجعل المنتج المغربي أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق الدولية.
من المتوقع أن يخلق المصنع الجديد 1,737 منصب شغل مباشر، فضلاً عن مئات الوظائف غير المباشرة خلال مرحلتي البناء والتشغيل. هذا الرقم يكتسب أهمية خاصة في منطقة تعاني من معدلات بطالة مرتفعة، حيث سيساهم المشروع في امتصاص جزء كبير من اليد العاملة المحلية وتوفير دخل مستقر لمئات العائلات. كما سيوفر المشروع فرصاً للتكوين المهني ونقل الخبرات التقنية للكفاءات المحلية، مما يرفع من مستوى المهارات في القطاع الصناعي بالجهة.
يضم المركب الصناعي وحدة متكاملة لإنتاج إطارات السيارات وفق أحدث المعايير الدولية، إلى جانب وحدات مخصصة للبحث والتطوير، ما يجعله منصة لنقل التكنولوجيا وتطوير الابتكار الصناعي في المغرب. هذا البعد التكنولوجي يميز المشروع الصناعي بالدريوش عن مجرد كونه وحدة إنتاجية تقليدية، حيث سيساهم في بناء قاعدة معرفية محلية قادرة على مواكبة التطورات العالمية في صناعة مكونات السيارات.
من المقرر أن تكتمل أشغال المصنع مطلع سنة 2027، ليشكل إضافة نوعية للبنية الاقتصادية بجهة الشرق ويعزز جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية المباشرة. يندرج هذا المشروع ضمن الدينامية الصناعية المتسارعة التي يعرفها إقليم الدريوش، خاصة بعد إطلاق مشروع تصنيع شفرات توربينات الرياح في المنطقة، الذي يوظف حالياً أكثر من 1200 عامل. هذا التراكم الصناعي يحول المنطقة الحرة لبطوية تدريجياً إلى قطب صناعي متنوع وقادر على استقطاب مزيد من المستثمرين في قطاعات مختلفة.
شهد حفل الانطلاقة حضوراً رسمياً رفيع المستوى، ضم الكاتب العام لعمالة الدريوش، الرئيس المدير العام للشركة الصينية، المدير العام لميناء الناظور، نائب رئيس مجلس جهة الشرق، رئيس جماعة أمجاو، ومدير المركز الجهوي للاستثمار بالناظور والدريوش، إلى جانب عدد من الفاعلين الاقتصاديين المحليين. هذا الحضور الرسمي الكبير يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها السلطات المحلية والجهوية لهذا المشروع الصناعي بالدريوش ودوره في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
ينظر إلى هذا المصنع كنموذج ناجح لتعزيز الربط بين الاستثمار الأجنبي المباشر والتنمية الصناعية المحلية. يمنح المشروع جهة الشرق فرصة فريدة للمساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانة المغرب الصناعية في شمال إفريقيا كمركز إقليمي لصناعة مكونات السيارات. كما يؤكد نجاح السياسة الصناعية المغربية في جذب استثمارات ضخمة ذات قيمة مضافة عالية، خاصة في المناطق التي كانت تعاني من ضعف النسيج الصناعي.













