أحداث

الناظور تحتضن لقاءً جهوياً لتعزيز التنسيق في مجال الهجرة وترسيخ التعايش بجهة الشرق

اقتصاد الشرق

احتضنت مدينة الناظور، يوم الجمعة، لقاءً جهوياً للتشاور حول تعزيز آليات التنسيق في مجال الهجرة بجهة الشرق، نظمته جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية (ASTICUDE) في إطار مشروع “المدينة”. يأتي هذا اللقاء في سياق الجهود الوطنية لتطوير الحكامة الترابية في تدبير قضايا الهجرة، خاصة أن جهة الشرق تُعد من المناطق الاستراتيجية في التعامل مع هذا الملف الحيوي.

شهد اللقاء مشاركة واسعة من ممثلي الجماعات الترابية والمصالح اللاممركزة، إلى جانب منظمات المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث. وشكلت هذه المشاركة المتنوعة محطة أساسية لتعزيز الحوار والتشاور بين مختلف الفاعلين المعنيين بملف الهجرة، في إطار رؤية تشاركية تهدف إلى بناء سياسات محلية أكثر فعالية وشمولية.

تضمن برنامج اللقاء تقديم برنامج عمل فضاء التنسيق البين جماعاتي بالناظور، وعرض خارطة طريق الفضاء المحلي لمنظمات المجتمع المدني. كما عرف اللقاء مداخلات مهمة حول الحكامة الترابية في تدبير قضايا الهجرة، مع تسليط الضوء على تجربة جماعة بني نصار كنموذج عملي في إدماج المهاجرين ضمن برامجها المحلية. هذه التجربة تكتسي أهمية خاصة، حيث تعكس إمكانية تحويل التحديات الهجروية إلى فرص للتنمية المحلية والاندماج الاجتماعي.

خلص المشاركون في اللقاء إلى مجموعة من التوصيات العملية الرامية إلى توضيح الأدوار، تقوية آليات التنسيق، وتوحيد الجهود بين مختلف الفاعلين. وتهدف هذه التوصيات بشكل أساسي إلى ضمان إدماج قضايا الهجرة في صلب السياسات المحلية والجهوية، بما يعزز من فعالية التدخلات الميدانية ويضمن استدامة البرامج التنموية.

يأتي هذا اللقاء في ظل السياسة الوطنية للهجرة التي تبناها المغرب منذ سنوات، والتي تقوم على مقاربة إنسانية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد القانونية والأمنية والاجتماعية. ويشكل تعزيز التنسيق على المستوى الجهوي خطوة ضرورية لترجمة هذه السياسة على أرض الواقع، خاصة في المناطق التي تشهد حركية هجروية مكثفة كجهة الشرق.

كما شدد المشاركون على ضرورة ترسيخ قيم التعايش والتنوع الثقافي بجهة الشرق، باعتبارها منطقة تاريخياً منفتحة على التنوع والتعدد. ويتطلب ذلك تطوير برامج إدماج فعالة تشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يضمن تحقيق التماسك الاجتماعي ويعزز من القدرة المحلية على استيعاب ظاهرة الهجرة بشكل إيجابي ومستدام.

يُذكر أن جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية لها تجربة طويلة في تنفيذ مشاريع تنموية بالناظور والإقليم، حيث سبق لها أن أشرفت على عدة مبادرات تتعلق بتعزيز المواطنة والديمقراطية التشاركية، مما يجعلها شريكاً فاعلاً في دعم السياسات العمومية المحلية وتطوير آليات التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين.

1000011611
1000011624

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button