القدوري يكشف مشاريع غرفة الصناعة التقليدية لتطوير القطاع بجهة الشرق

اقتصاد الشرق
في حوار خاص مع السيد محمد القدوري، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق، كشف عن حجم المجهودات التي تبذلها الغرفة في سبيل النهوض بالبنية التحتية لقطاع الصناعة التقليدية، وتعزيز تموقع الحرفيين داخل نسيج اقتصادي متطور ومندمج. منذ بداية ولايته، نهج المكتب المسير سياسة واضحة تهدف إلى تأهيل البنيات التحتية القائمة وتوسيع رقعة التغطية الجغرافية للغرفة لتشمل مناطق كانت تعاني من التهميش والفراغ المؤسساتي.
من بين المشاريع البارزة التي تم الاشتغال عليها، يبرز المركب المندمج للصناعة التقليدية بمدينة الناظور، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك سنة 2010، بتكلفة ناهزت 100 مليون درهم، إضافة إلى تأهيل قرية الصناع التقليديين بتاوريرت بنفس القيمة المالية، بتمويل من الوزارة الوصية. كما تم الاشتغال على قرية الحرفيين بمدينة وجدة، بمبلغ يناهز 9 ملايين درهم، حيث تم تسليم الملف لوالي الجهة واللجنة المكلفة بمتابعة المشروع.
وفي إطار تقريب الإدارة من الحرفيين، أُحدثت سبع وكالات جديدة بمختلف أقاليم الجهة: الدريوش، كرسيف، تاوريرت، جرادة، زايو، أحفير، وجيك. هذه الوكالات المحدثة وفرت بنية إدارية متكاملة تُمكّن الحرفيين من قضاء مصالحهم دون الحاجة للتنقل إلى وجدة أو الناظور، وهو ما يشكل نقلة نوعية في علاقة المواطن بالإدارة الجهوية.
أما على صعيد التكوين المهني، فقد تم الانتهاء من ملف إنشاء مركب للتدرج المهني بإقليم الدريوش، بتمويل إجمالي يناهز عشرة ملايين درهم، بشراكة بين الغرفة، المجلس الإقليمي، الجماعة، وكالة تنمية أقاليم الشرق، والوزارة الوصية. المشروع يتضمن تجهيزات حديثة ووسائل نقل لفائدة المتدربين من الجماعات المجاورة.
في إقليم كرسيف، تم إطلاق مشروع حي للتنشيط الاقتصادي على مساحة سبعة هكتارات، يهدف إلى تجميع الحرفيين الذين يسبب نشاطهم إزعاجاً داخل المجال الحضري. المشروع يُنجز بشراكة بين الغرفة، المجلس الإقليمي، الجماعة المحلية ووكالة تنمية الأقاليم.
وفي زغنغان، يهدف مشروع جديد إلى نقل الحرفيين من ظروف مزرية إلى وعاء عقاري حديث تبلغ مساحته 6000 متر مربع، بتكلفة تشاركية بين الغرفة (3 ملايين درهم)، المجلس الإقليمي (1.5 مليون درهم)، والوزارة التي منحت ترخيص الانطلاق.
أما في مدينة زايو، فقد تم الشروع في بناء مركب مندمج على مساحة 2000 متر مربع، بتمويل مشترك بين الغرفة (4 ملايين درهم) وجهة الشرق (1.5 مليون درهم)، مع البحث عن شركاء إضافيين لاستكمال المشروع.
كما تم اقتراح مشاريع في العروي، من بينها منطقة للنشاط الاقتصادي وقرية نموذجية للحرفيين في بني درار، إلى جانب “دار الصانع” بدبدو. وتشتغل الغرفة كذلك على مشروع كبير يدمج البعد الصناعي والسياحي على مساحة مهمة من الهكتارات، بتكلفة مرتفعة، يتم الاشتغال عليه مع مختلف الفاعلين من سلطات محلية ومركزية.
وأكد القدوري أن هذه البرامج التي تم إعدادها وتنفيذها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، قُدمت للمجلس والجمعية العامة للغرفة، وتُعد لبنة قوية في سبيل إنعاش قطاع الصناعة التقليدية، وخلق فرص عمل للشباب والشابات بمختلف أقاليم الجهة. وقد استطاعت الغرفة، بفضل ترشيد نفقاتها وجلب اعتمادات جديدة، أن تحقق فائضاً مالياً مريحاً هذه السنة، مكنها من الوفاء بجميع التزاماتها، خاصة تلك المتعلقة بمستحقات المتدربين في إطار التدرج المهني، حيث تم تسوية 81% من المستحقات، والعمل جارٍ لاستكمال الباقي.
واختتم رئيس الغرفة تصريحه بتجديد شكره للجهات الشريكة والداعمة، مؤكداً أن طموح الغرفة يظل متواصلاً لتحقيق تنمية مستدامة للقطاع، تستجيب لتطلعات الحرفيين وتدعم مكانتهم الاقتصادية والاجتماعية داخل الجهة الشرقية.