الحكومة تخصص 26 مليار درهم لاستكمال المشاريع قيد الإنجاز بالشرق

اقتصاد الشرق
تستعد جهة الشرق لاستكمال موجة استثمارية ضخمة من المشاريع قيد الإنجاز خلال الفترة الممتدة بين 2026 و2028، حيث تضمن مشروع قانون المالية برمجة ميزانياتية طموحة لهذه المشاريع الاستثمارية العمومية المتنوعة التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية بالجهة. وتشمل هذه المشاريع قطاعات حيوية كالتعليم العالي والصحة والبنية التحتية والثقافة، مما يعكس التزام الدولة بالتنمية الجهوية المتوازنة.
التعليم العالي والبنية الجامعية
يحتل قطاع التعليم العالي مكانة بارزة ضمن المشاريع المبرمجة، حيث يجري العمل على بناء وتجهيز المدرسة العليا للتربية والتكوين بوجدة بطاقة استيعابية تصل إلى 4400 مقعد، بكلفة إجمالية تقدر بـ151 مليون درهم. وقد بلغت نسبة الإنجاز المادي التراكمي للمشروع 55 في المائة، فيما خصصت له اعتمادات أداء بقيمة 12 مليون درهم برسم سنة 2026، ترتفع إلى 15 مليون درهم في 2027، ثم 5 ملايين درهم في 2028.
كما تشهد جامعة محمد الأول بوجدة مشروع إنشاء دار إفريقيا بطاقة استيعابية تصل إلى 250 سريرا لاستقبال الطلبة الأفارقة والمغاربة، إلى جانب توسيع وتهيئة المركب الرياضي للجامعة. ويتطلب هذا المشروع استثمارا بقيمة 140 مليون درهم، وقد بلغت نسبة إنجازه المادي 45 في المائة، مع تخصيص 30 مليون درهم برسم سنة 2026.
القطاع الصحي ورهان التحديث
يحظى القطاع الصحي باهتمام خاص ضمن المشاريع الاستثمارية قيد الإنجاز بجهة الشرق. فمشروع إعادة بناء المركز الاستشفائي الجهوي بوجدة، الذي بلغت كلفته 913 مليون درهم، يتقدم بوتيرة جيدة إذ وصلت نسبة الإنجاز المادي التراكمي إلى 80 في المائة. وسيوفر المركز طاقة سريرية تبلغ 250 سريرا، مع برمجة اعتمادات أداء تصل إلى 213 مليون درهم في 2026.
أما في الناظور، فيجري العمل على إعادة بناء المركز الاستشفائي الإقليمي بكلفة تقدر بـ561 مليون درهم وبطاقة سريرية مماثلة تبلغ 250 سريرا. وقد وصلت نسبة الإنجاز المادي إلى 30 في المائة، مع تخصيص 60 مليون درهم لكل من سنتي 2026 و2027.
البنية التحتية الكبرى
تشكل مشاريع البنية التحتية عصب التنمية الاقتصادية بجهة الشرق، حيث يعد الطريق السيار جرسيف-الناظور من أبرز المشاريع الاستراتيجية بكلفة إجمالية تقدر بـ7800 مليون درهم. ويمتد هذا الطريق على مسافة 104 كيلومترات بمسارين مزدوجين، ويهدف إلى مواكبة مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، مع برمجة اعتمادات أداء بقيمة ألف مليون درهم في 2026.
ويمثل ميناء الناظور غرب المتوسط الجديد مشروعا عملاقا بكلفة 11590 مليون درهم، يتضمن بناء حاجز رئيسي بطول 4300 متر وحاجز ثانوي بطول 1200 متر، وإنجاز 5 أرصفة منها 3 مخصصة للنفط بعمق 22 مترا، إضافة إلى تهيئة منطقة صناعية ولوجستيكية على مساحة 760 هكتارا. ويكمل هذا المشروع بتثنية الطريق الوطنية رقم 2 على مسافة 70 كيلومترا بكلفة 1500 مليون درهم، حيث وصل المشروع إلى مرحلة طلب العروض.
الموارد المائية والسدود
يولي البرنامج الاستثماري أهمية قصوى للأمن المائي، حيث يجري بناء سد تاركا أومادي بسعة تخزينية عادية تبلغ 287 مليون متر مكعب وبكلفة 1467.7 مليون درهم. وقد بلغت نسبة الإنجاز المادي 79 في المائة، مع تخصيص 204.4 مليون درهم برسم سنة 2026.
كما يشهد سد محمد الخامس مشروع تعلية بكلفة تقدر بـ1257 مليون درهم، لرفع سعة التخزين العادية إلى 980 مليون متر مكعب. وقد وصلت نسبة الإنجاز المادي إلى 65 في المائة، مع برمجة 359 مليون درهم في 2026.
الثقافة والشؤون الدينية
لم يغفل البرنامج الاستثماري الجانب الثقافي والديني، حيث خصص 380 مليون درهم لتعزيز البنيات التحتية الثقافية وتنويع العرض الثقافي بجهة الشرق، بهدف حماية التراث المحلي وتشجيع الإبداع الفني. بالإضافة إلى ذلك، يجري بناء المركب الديني والثقافي بجرادة بكلفة 65.2 مليون درهم، ويشمل ثلاثة أجنحة دينية وجناحا ذا طابع ثقافي وإداري، مع نسبة إنجاز مادي بلغت 45 في المائة.
وفي إطار دعم الاقتصاد المحلي، تم تخصيص 550 مليون درهم لتحديث وإعادة بناء الأسواق بجهة الشرق، في خطوة تستهدف تثمين التجارة المحلية والتراث الجهوي، حيث يوجد المشروع حاليا في طور الانطلاق.
تعكس هذه المشاريع الاستثمارية الطموح الكبير لتطوير جهة الشرق وتحويلها إلى قطب اقتصادي واجتماعي متكامل، يساهم في تحسين جودة حياة المواطنين ويفتح آفاقا واعدة للتنمية المستدامة.