إقليم الدريوش يعزز بنيته التحتية الاجتماعية والرياضية بمشاريع نوعية

اقتصاد الشرق
يشهد إقليم الدريوش الفتي تطوراً ملحوظاً في مجال البنية التحتية الاجتماعية والرياضية، مستفيداً من موقعه الاستراتيجي بالقرب من ميناء الناظور غرب المتوسط الذي يمتد جزء منه على أراضي الإقليم. هذا الموقع المتميز يجعل من الدريوش منطقة واعدة بمستقبل مشرق، مما دفع السلطات المحلية إلى مضاعفة جهودها لتحديث المنطقة من خلال مشاريع متنوعة تجمع بين تطوير البنية التحتية الأساسية كالطرق والشوارع، والبرامج الاجتماعية والرياضية المخصصة للشباب والأمهات.
في هذا الإطار، شهدت جماعة دار الكبداني تشييد “دار الأمومة”، بينما استفادت جماعة متالسة من قاعة متعددة الرياضات وملعبين للقرب، مما يعزز النسيج الاجتماعي ويحسن من مستوى رفاهية السكان. تأتي هذه المشاريع في إطار سعي السلطات المحلية لخلق بيئة ملائمة للتنمية الشاملة وتلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع.
يمثل دخول دار الأمومة حيز الخدمة، والذي تم تمويله بمبلغ 3.06 مليون درهم، تجسيداً حقيقياً لالتزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال صحة الأمهات والأطفال. توفر هذه المنشأة إطاراً مناسباً لاستقبال النساء الحوامل، خاصة في المناطق القروية التي تفتقر غالباً إلى البنية التحتية الطبية ووسائل النقل الإسعافية. تجسد هذه المنشأة أحد المحاور الأساسية للبرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي يهدف إلى تقليل معدل وفيات الأمهات وتحسين المؤشرات الصحية بالإقليم، وهو عامل حاسم في تنمية رأس المال البشري للأجيال القادمة.

تم تجهيز “دار الأمومة” بكافة التجهيزات الضرورية لتلبية احتياجات الأمهات في وضعية هشة، حيث تضم مطبخاً ومخزناً وقاعة للتحسيس حول صحة الأمهات والأطفال وقاعة للمراقبة ومكاتب إدارية وسيارة إسعاف مخصصة لنقل الحالات الطارئة. تترجم هذه التجهيزات الإرادة الواضحة للاستثمار في صحة ورفاهية الأسر، من خلال ترسيخ أسس التنمية البشرية المستدامة في الإقليم.
لقد تطلب تفعيل محور “صحة الأمهات والأطفال” المتعلق ببرنامج “دفع رأس المال البشري للأجيال الصاعدة” للفترة 2019-2025 استثماراً قدره 13.92 مليون درهم لإنجاز 26 مشروعاً لفائدة 4046 مستفيداً عبر مختلف جماعات الإقليم. يشمل هذا البرنامج بناء وتأهيل وتجهيز دور الأمومة في جماعات بودينار وميضار وعين زهرة ودار الكبداني. بالتوازي مع ذلك، استفادت 3396 امرأة من الخدمات الطبية التي وفرتها القوافل الطبية المتنقلة.
وحرصاً على الشفافية في التسيير، تم إسناد إدارة هذه الدور إلى جمعيات محلية نشطة في مجالات التربية والأعمال الاجتماعية والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى الإيواء والتغذية والتحسيس والمتابعة الطبية. هذا التوجه يضمن إشراك المجتمع المدني المحلي في تسيير هذه المرافق الحيوية ويعزز من فعاليتها وديمومتها.
بالنسبة لشباب الدريوش، تشكل البنى التحتية الرياضية فرصاً حقيقية للانفتاح وتجاوز الذات. لقد حظي التدشين الأخير لقاعة متعددة الرياضات وملعبين للقرب، والذي ترأسه عبد السلام فريندو والي الإقليم، بترحيب الفاعلين المحليين. تندرج هذه المنشآت في إطار رؤية شاملة لتحديث الرياضة، بهدف الاستجابة لتطلعات السكان والشباب على وجه الخصوص.
تعتبر هذه القاعة متعددة الرياضات الأولى من نوعها في أمطالسة، والتي تم تمويلها بمبلغ 28 مليون درهم، وتغطي مساحة 2200 متر مربع وتستجيب للمعايير الحديثة في البناء. تتيح القاعة ممارسة كرة القدم في الصالات وكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة، وتضم غرف لتبديل الملابس ومكاتب إدارية وقاعة طبية ومرافق صحية وتهيئة للمساحات الخضراء. كما يمكن لمدرجاتها استيعاب ما يصل إلى 1000 متفرج.
يكمل الملعبان للقرب العرض الرياضي المتاح، حيث تضع هذه البنى التحتية حداً للتنقلات المرهقة للفرق المحلية نحو مدن أخرى لخوض مبارياتها. اليوم، يتوفر إقليم الدريوش على عشرة ملاعب للقرب بالعشب الاصطناعي موزعة على جماعاته الثماني، مما يوفر للشباب المحلي فرصاً أوسع لممارسة الرياضة وتطوير مواهبهم في بيئتهم المحلية دون الحاجة للسفر إلى مناطق أخرى.