Revue Hebdo OrientalEco Edition hebdomadaire de votre magazine
OrientalEco
Nador

جان ماري كوفي : ميناء الناظور غرب المتوسط يفتح عهداً جديداً للازدهار البحري المغربي

Économie de l'Est

يؤكد جان ماري كوفي، الأمين العام لجمعية إدارة الموانئ في غرب ووسط أفريقيا، أن دخول ميناء الناظور الغرب متوسط الجديد للخدمة سيمنح المغرب نفساً جديداً وازدهاراً حقيقياً في المجال البحري واللوجستيكي. هذا التطور الاستراتيجي، إلى جانب ميناء طنجة المتوسط الذي يشهد نمواً متسارعاً وميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي، يرسم معالم ثلاثي مرفئي فريد من نوعه يعيد تشكيل الخريطة التجارية واللوجستيكية للمملكة على المستوى العالمي.

يوضح الخبراء أن هذه الاستراتيجية ستمكن المملكة من ترسيخ مكانتها كمحور لوجستيكي رئيسي بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، في سياق عالمي يتسم بالأزمات وإعادة التشكيلات التجارية الجديدة.

ميناء الناظور الغرب متوسط مصمم ليكون ميناء عبور وشحن للحاويات، حيث أن المحطات البحرية قد تم منح امتيازاتها بالفعل وأعمال البناء جارية على قدم وساق. لكن تميزه الحقيقي يكمن في بعده الطاقي الاستراتيجي، مما يجعله مشروعاً متكاملاً يخدم التطلعات التنموية للمنطقة الشرقية.

المشروع مرتبط بقوة بمحيطه الإقليمي، حيث سيرافقه مشاريع صناعية ولوجستيكية هادفة إلى تعزيز اندماجه في الاقتصاد المحلي. على المدى البعيد، من المرجح أن يتم استنساخ نموذج طنجة المتوسط الناجح تدريجياً في الناظور الغرب متوسط، بما يعني تطبيق هذا النجاح الوطني على المستوى الإقليمي من خلال دمج المحور المرفئي مع المناطق الصناعية واللوجستيكية.

في السياق نفسه، يشير جان ماري كوفي إلى أن ميناء الناظور الجديد سيعزز مكانة المغرب كلاعب مرفئي ولوجستيكي رئيسي في المنطقة. ظهور ميناء الناظور الغرب متوسط سيكون مفيداً بلا شك وسيساهم في تعزيز العرض المرفئي المغربي، خاصة على الواجهة المتوسطية.

يعتبر كوفي أن الناظور الغرب متوسط هو القطعة المفقودة من المنظومة المرفئية المغربية، واصفاً قرار إنشاء ميناء بهذا الحجم بالقرب من طنجة المتوسط بأنه قرار ذكي واستراتيجي بعيد النظر. عندما يدخل هذا الميناء للخدمة، سيشهد المغرب نهضة جديدة وازدهاراً حقيقياً في المجال البحري واللوجستيكي.

هذا الموقع الاستراتيجي يعززه الوزن الاستراتيجي للمضيق ذاته. مضيق جبل طارق يحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث حركة المرور البحري، حيث تعبره قرابة مائة ألف سفينة سنوياً. طنجة المتوسط تقع في النقطة الأقرب للساحل الإسباني الجنوبي، على مسافة أربعة عشر كيلومتراً فقط، مما جعل الموقع المختار عاملاً حاسماً في نجاح المشروع.

رغم العديد من الاضطرابات المرتبطة بالحروب الاقتصادية أو التوترات الجيوسياسية، فإن نشاط طنجة المتوسط لم يتأثر قط. الميناء استطاع دائماً أن يموقع نفسه ويستقطب حركة المرور البحري العابرة للمضيق. لوحظ ذلك مؤخراً مع أزمة البحر الأحمر، حيث أدى انحراف السفن عبر رأس الرجاء الصالح إلى إطالة الرحلة باثني عشر يوماً إضافياً، ومع ذلك يواصل طنجة المتوسط جذب هذه الحركة التجارية والحفاظ عليها بفضل ثقة أكبر المشغلين العالميين.

من بين هؤلاء المشغلين العالميين الكبار يمكن ذكر إي بي إم، ميرسك لاين، سي إم أي-سي جي إم، يوروغيت وهاباغ لويد، الذين اختاروا طنجة المتوسط كمحور استراتيجي لتجميع حركة المرور التجارية الخاصة بهم.

مع دخول ميناءي الناظور والداخلة للخدمة، سيضم المغرب ثلاثة موانئ كبرى تشغيلية، مما سيعطي بعداً جديداً لديناميكيته الاقتصادية واللوجستيكية. لا يتعلق الأمر بمنافسة بين هذه المشاريع، بل بالتكامل فيما بينها. معاً، تشكل عرضاً وطنياً موحداً يمكن المغرب من التموقع كبوابة حقيقية لدخول وخروج البضائع، سواء للبحر الأبيض المتوسط أو لغرب أفريقيا.

في هذا المخطط، سيعزز المغرب أكثر فأكثر موقعه كقائد إقليمي. ميناء الداخلة الأطلسي، على وجه الخصوص، سيلعب دوراً استراتيجياً وفقاً للرؤية التي عبر عنها جلالة الملك في خطبه الملكية. سيصبح محوراً رئيسياً للشحن وإعادة التوزيع، ليس فقط للواجهة الأطلسية للمغرب، بل أيضاً لمجموع دول غرب أفريقيا.

يضع جان ماري كوفي هذا المشروع في إطار التعاون الأفريقي، مؤكداً أن امتلاك المغرب قريباً لثلاثة موانئ استراتيجية كبرى يفتح مجالاً واسعاً من الفرص أمام دول وسط أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء. المطلوب الآن هو الاستعداد لاغتنام هذه الفرص، خاصة في إطار المبادرة الأطلسية التي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.

مقالات مشابهة

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page