Revue Hebdo OrientalEco Edition hebdomadaire de votre magazine
OrientalEco
Nador

طريق المستقبل.. الناظور تقترب من تدشين شريانها الاقتصادي الجديد

موقع Le360

تضع وزارة التجهيز والماء اللمسات الأخيرة على أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في الجهة الشرقية، وهو مشروع تثنية الطريق الوطنية رقم 16. هذا المشروع الطرقي الضخم، الذي يمتد كشريان حيوي على مسافة 32 كيلومترًا بين منطقة “تاويمة” وميناء الناظور غرب المتوسط، ليس مجرد طريق عادي، بل يُعد بوابة نحو مستقبل اقتصادي مزدهر، ورمزًا للفخر الوطني بإنجازات تُحققها أيدي مغربية خالصة.

وأكد عادل التجريني، المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجيستيك بإقليم الناظور، أن هذا المشروع الكبير، الذي تشرف عليه وزارة التجهيز والماء، خُصصت له ميزانية استثمارية كبيرة تبلغ 450 مليون درهم. وأوضح في تصريح لـ le360 أن “الهدف الأساسي لهذا المشروع يتجاوز مجرد تحسين حركة المرور، ليشمل تعزيز الربط الطرقي الاستراتيجي بين ميناء الناظور غرب المتوسط، هذه البوابة الاقتصادية الواعدة، والمحاور الطرقية الرئيسية في الجهة الشرقية، مما سيعزز حركة النقل ويدعم بقوة الدينامية الاقتصادية المتصاعدة في المنطقة.”

ولم يقتصر المشروع على توسعة الطريق فقط، بل تضمن أيضًا إنشاء منشآت فنية استثنائية على وادي “أوماسين”، تعكس براعة الهندسة المغربية، وتُحسِّن بشكل كبير مستوى السلامة الطرقية على هذا المقطع الحيوي، الذي كان يشكل تحديًا للمستخدمين.

وأشار التجريني إلى أن “نسبة تقدم أشغال مشروع تثنية الطريق الوطنية رقم 16 بلغت مراحلها النهائية، متجاوزة 95%، وهو إنجاز يُحسب بالكامل للكفاءات الوطنية المغربية، التي أثبتت مرة أخرى قدرتها على تنفيذ أكبر المشاريع بأعلى معايير الجودة والإتقان.”

وفي نفس السياق، كشف المدير الإقليمي عن مشروع موازٍ لا يقل أهمية، يتمثل في إنجاز طريق مدارية متطورة حول المنطقة الحرة للميناء، بتكلفة 115 مليون درهم، بهدف استراتيجي يتمثل في ربط الطريق الوطنية رقم 16 مباشرة بالمحاور المؤدية إلى إقليمي الدريوش والحسيمة، مما يُشكل شبكة طرقية متكاملة تدعم التنمية الشاملة.

من جانبه، أوضح عثمان الغشوة، التقني بمصلحة التجهيزات الأساسية بالمديرية الإقليمية للناظور، في تصريح مماثل، تفاصيل هذا الإنجاز الهام، مشيرًا إلى أن “مشروع تثنية الطريق الوطنية رقم 16، على امتداد 32.3 كيلومترًا بين ميناء الناظور غرب المتوسط ومنطقة ‘تاويمة’، تضمن أعمالًا هندسية دقيقة ومدروسة.” وشمل المشروع إنشاء مسار طريق حديث بعرض 7.5 أمتار، وأعمال تسريبات كبيرة بلغت حوالي مليون متر مكعب، بالإضافة إلى بناء 68 منشأة متطورة لتصريف المياه، مما يضمن متانة الطريق وحمايتها من العوامل الطبيعية.

وأضاف المتحدث نفسه: “كما تم تشييد قنطرتين على وادي ‘أوماسين’ لتعزيز البنية التحتية وزيادة قدرتها، وإعادة تأهيل 17 تقاطعًا طرقياً بالكامل لتعزيز السلامة المرورية وضمان انسيابية حركة المرور.”

ويُجمع الخبراء والفاعلون المحليون على أن مشروع تثنية الطريق الوطنية رقم 16 يمثل نقلة نوعية حقيقية في مسيرة تطوير البنية التحتية الطرقية في إقليم الناظور والجهة الشرقية ككل. فهو لا يعزز فقط السلامة الطرقية والتنقل السلس بين مختلف مناطق الجهة، بل يُشكل أيضًا دافعًا اقتصاديًا قويًا، ويساهم بشكل مباشر في تنشيط الحركة الاقتصادية، وتحسين الخدمات اللوجستية، وجذب المزيد من الاستثمارات، مما يفتح آفاقًا واسعة للتنمية المستدامة والازدهار.

ويرى الاقتصاديون أن هذا المشروع العملاق، الذي يقترب من الاكتمال، هو دليل واضح على الرؤية الملكية الحكيمة، والالتزام الحكومي القوي، والكفاءة المغربية التي تستحق الثناء. ليظل هذا الصرح شامخًا كأحد معالم التنمية، رابطًا بين الحاضر والمستقبل المشرق لإقليم الناظور والجهة الشرقية بأكملها.

مقالات مشابهة

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page