نموذج جديد للاستجابة للكوارث.. تفاصيل حول المنصة الجهوية للاحتياطات بالشرق

Économie de l'Est

في أعقاب زلزال الحوز المدمر، أطلق المغرب خطة طموحة لتعزيز قدراته في مجال إدارة الكوارث من خلال إنشاء شبكة من المنصات اللوجستية الجهوية.

كيف يُنظم المغرب استجابته للكوارث؟

جاءت الصدمة العنيفة مع زلزال الحوز في 8 سبتمبر 2023، الذي خلف أكثر من 3000 قتيل وعشرات الآلاف من المتضررين، ليكشف عن الحاجة الملحة لتطوير نظام متكامل لإدارة الكوارث في المغرب.

وبعد أقل من أسبوعين على الكارثة، أصدر الملك محمد السادس، خلال اجتماع عمل بالقصر الملكي بالرباط يوم 20 سبتمبر 2023، تعليماته بإنشاء منصات لوجستية للإغاثة في جميع جهات المملكة الاثنتي عشرة.

منصات متكاملة للاستجابة السريعة

تضم هذه المنصات مخزونًا استراتيجيًا من المستلزمات الأساسية مثل الخيام، الأسرة، الأدوية، الأغطية، المياه الصالحة للشرب، ومعدات الإغاثة، مع نظام ذكي لإدارة التزويد بالتنسيق مع الموردين الوطنيين.

تصميم مستوحى من الخبرات الدولية

اعتمدت السلطات المغربية في تصميم هذه الشبكة على دراسة مقارنة للنماذج الدولية، خاصة الإسبانية والبرتغالية والإيطالية والصينية.

وتستند هذه المنصات إلى أربع ركائز أساسية:

• التوقع والإنذار المبكر
• التدخل السريع
• التعافي
• إعادة الإعمار

مخاطر متعددة وتحديات مركبة

يحتل المغرب المرتبة 51 عالميًا في مؤشر مخاطر الكوارث الطبيعيـة للأمم المتحـدة لعـام 2023، مما يعكس درجة تعرضه العالية لمختلف المخاطر:

• الزلازل (الحوز 2023، الحسيمة 2004)
• الفيضانات (الشمال 2021، الرشيدية وتنغير 2023)
• حرائق الغابات (شفشاون وسفرو 2021، العرائش 2022)
• الجفاف وموجات الحر

استثمارات ضخمة وتغطية شاملة

يتطلب برنامج المنصات الجهوية استثمارًا إجماليًا يقدر بـ7 مليارات درهم (700 مليون دولار)، موزعة على:

• 2 مليار درهم لأعمال البناء والتجهيز
• 5 مليارات درهم لتوفير المستلزمات والمعدات

نقلة نوعية في إدارة الطوارئ

تمثل هذه المبادرة تحولًا جذريًا في سياسة المغرب لإدارة الكوارث، من نظام رد الفعل إلى منهج الاستباق والتخطيط الاستراتيجي، بما يضمن:

• استجابة سريعة (خلال 6 ساعات من وقوع الكارثة)
• تتبع دقيق للمساعدات
• تكامل بين المنصات الجهوية

في جهة الشرق.. المنصة اللوجستية ستقام بجماعة النعيمة التابعة لعمالة وجدة-أنكاد

سيتم إنجاز المنصة الجهوية للتخزين الاستراتيجي بجماعة النعيمة (عمالة وجدة-أنكاد)، على قطعة أرض جماعية مساحتها 22 هكتاراً.

ويتميز الموقع بموقعه الاستراتيجي، حيث:

• يجاور الطريق الوطنية رقم 6
• يتاخم الطريق الإقليمية رقم 6003
• يبعد 30 كيلومتراً فقط عن الطريق السيارة A2

هذا التوطين المدروس يأتي لضمان:
✓ سرعة الاستجابة
✓ سهولة الوصول
✓ الربط مع الشبكة الطرقية الجهوية والوطنية

ملاحظة: النعيمة تعتبر مركزاً لوجستياً مهماً في الجهة الشرقية نظراً لموقعها المتوسط بين وجدة وتاوريرت، مما يعزز دورها في تغطية الاحتياجات الطارئة على المستوى الجهوي.