الذكاء الاصطناعي في صلب نقاشات علمية دولية بوجدة

Économie de l'Est
تستمر مدينة وجدة في احتضان تظاهرات علمية ذات بعد دولي، مع اختتام فعاليات الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية (AISA’25)، الذي نُظم بحرم المعرفة التابع لجامعة محمد الأول. ويأتي هذا الموعد العلمي في سياق سعي متواصل إلى ترسيخ جهة الشرق كفضاء أكاديمي منفتح على التحولات الرقمية والتقنيات الذكية.
وتمحورت أشغال هذه التظاهرة حول قضايا راهنة في مجال الذكاء الاصطناعي، شملت التعلم الآلي، والتعلم العميق، والرؤية الحاسوبية، وأنظمة التوصية، والبيانات الضخمة والتحليل الذكي، إضافة إلى الأنظمة متعددة الوكلاء والروبوتات. وهي محاور تعكس التطور المتسارع الذي تعرفه هذه التكنولوجيات، وتزايد حضورها في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية.
وسعى المؤتمر إلى جمع باحثين وخبراء ومهنيين وفاعلين مؤسساتيين من داخل المغرب وخارجه، من أجل مناقشة أحدث المستجدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والتقنيات الذكية. وشهدت هذه الدورة مشاركة متحدثين رئيسيين من ذوي الخبرة الدولية، أشرفوا على جلسات علمية ومحاضرات عامة، إلى جانب عروض قدمها حوالي مائة باحث جامعي وأستاذ وطالب دكتوراه، توزعت بين مداخلات شفهية، وملصقات علمية، ونقاشات تناولت الإشكالات الراهنة المرتبطة بالتقنيات الذكية.
وفي هذا الإطار، أوضح محسن قُداد، الرئيس المشترك للجنة التنظيمية والعلمية للمؤتمر، أن مؤتمر AISA’25 يهدف إلى تعزيز الحوار العلمي والبيداغوجي، وتطوير قنوات التواصل بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الابتكار الصناعي، فضلاً عن تشجيع نشر المعرفة وتبادل الخبرات في مختلف المجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وتواصلت النقاشات لتشمل قضايا أخرى ذات صلة، من بينها الأمن السيبراني، والقياسات الحيوية، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والتحول الرقمي. كما جرى التوقف عند تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الصناعة، والصحة، والتعليم، والإعلام الرقمي، مع التركيز على الحلول التي تقترحها هذه التقنيات لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
تنوع المقاربات العلمية
تميز المؤتمر بتنظيم خمس محاضرات عامة، عكست تنوع المقاربات العلمية المطروحة. فقد قدم الأستاذ مصطفى عزيزي من جامعة محمد الأول عرضًا حول نموذج جديد لأمن أنظمة الملفات الطبية الرقمية، يقوم على إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن آليات الامتثال القانوني، بهدف حماية المعطيات الطبية.
ومن جانبه، تناول الأستاذ علي إدري من جامعة محمد الخامس بالرباط طرق استخراج المعرفة اعتمادًا على مقاربات التعلم التجميعي، مسلطًا الضوء على الإمكانات التي تتيحها هذه الأساليب لتحسين دقة النماذج الذكية. أما الأستاذة لبنى بنعبو من جامعة كيبيك بريمويسكي بكندا، فقد تطرقت إلى دور الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في رقمنة العمليات الصناعية، مع التركيز على تحسين الأداء ورفع إنتاجية الأنظمة الصناعية.
كما استعرض الأستاذ العربي إسماعي من جامعة أثاباسكا الكندية سبل تطوير أنظمة تحكم بيولوجية بالاعتماد على تقنيات إنترنت الأشياء والتعلم الآلي، بما يعزز السلامة والموثوقية داخل البيئات الحساسة. واختتم الأستاذ طارق النفوري من جامعة كاوست بالمملكة العربية السعودية هذه السلسلة من المحاضرات بمداخلة حول استغلال الشبكات الفضائية والجوية والأرضية لدعم أنظمة التوأم الرقمي، بما يضمن جمعًا فعالًا وآمنًا للبيانات عبر بنية تحتية متعددة المستويات.
الفئات المستهدفة وآفاق التموقع
يستهدف هذا المؤتمر الباحثين والأكاديميين والخبراء والصناعيين، إلى جانب طلبة الدكتوراه والمؤسسات المهتمة بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. وفي هذا السياق، أكد عبد الحفيظ الشافي، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بوجدة، أن هذا الحدث يشكل فرصة لتعزيز الشبكات العلمية، وتوطيد التعاون في مجال البحث، وتشجيع تبادل التجارب بين مختلف الفاعلين على المستويين الوطني والدولي، مع العمل على تموقع جهة الشرق كقطب علمي في المجالات الرقمية المتقدمة.
وشهدت هذه الدورة تنظيم 13 جلسة، حضورية وعن بُعد، جمعت أزيد من مائة دكتور وباحث وطني ودولي، قدموا من دول من بينها السعودية، وبلجيكا، وكندا، والإمارات العربية المتحدة، وإسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وباكستان، والبرتغال، وبولندا، ورومانيا. وقد ناقش المشاركون أحدث أعمالهم واكتشافاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية.
وتوزعت هذه الأعمال على ستة محاور رئيسية شملت التطبيقات الذكية والتحول الرقمي، وأنظمة الهندسة والتطبيقات الآلية وعلوم البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم والأعمال والمجتمع، إلى جانب الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء وتقنيات الشبكات، والرعاية الصحية الذكية والآمنة
Edition hebdomadaire de votre magazine



