Revue Hebdo OrientalEco This week's edition of your magazine
EconomicalEco
National

صادرات الحمضيات المغربية: توقعات بالاستقرار وسط تحديات الأسعار والمناخ

Economy of the East

تشهد حملة تصدير الحمضيات للموسم الحالي مؤشرات أولية تدل على مسار مشابه لما سُجل في الموسم الماضي حيث تتوقف الكميات القابلة للتصدير بشكل رئيسي على التوازن بين أسعار السوق المحلية والأسعار الدولية.

وفقاً لمصدر مهني مطلع، تتجه حملة تصدير الحمضيات نحو مسار قريب من العام السابق. بخصوص البرتقال، بلغت الصادرات حوالي 80 ألف طن في العام الماضي، والتوقعات الحالية تشير إلى أن الكميات قد تتراوح بين 80 ألف و100 ألف طن هذا العام، رغم أنه لا يزال من المبكر وضع توقعات نهائية.

يجب التأكيد على أن حجم الصادرات يعتمد أساساً على جاذبية السوق المحلي. إذا كانت الأسعار الداخلية أكثر جاذبية من أسعار التصدير، فإن جزءاً من الإنتاج سيتم استهلاكه محلياً، مما يقلل من الكميات الموجهة للتصدير.

من جهة أخرى، تواصل صنف “Nadorcott” (وهو صنف من الحمضيات المتأخر النضج والمعروف بجودته العالية) اكتساب أهمية متزايدة، لكن الحملة الحالية تتميز بصغر حجم الثمار. هذه الظاهرة تنتج مباشرة عن الظروف المناخية والجفاف، وتؤثر على جميع أصناف الحمضيات الصغيرة.

يُشكل صغر الحجم مشكلة للصادرات، حيث أن بعض الأسواق الخارجية تضع شروطاً صارمة حول حجم الثمرة. في هذا السياق، تعتمد قدرة الكليمونتين على المنافسة مرة أخرى على نسبة الأسعار بين السوق الداخلي والخارجي. إذا عوضت الطلبات المحلية عائق صغر الحجم، فسيفضل المنتجون السوق المغربي.

لكن عنصراً إيجابياً للمغرب يكمن في وضعية منافسيه الرئيسيين. إسبانيا وتركيا، اللتان تعتبران من اللاعبين الكبار في هذا القطاع، تشهدان هذا العام حملة صعبة.

هذا الأداء الضعيف يفتح نافذة فرص للمصدرين المغاربة، الذين يمكنهم الاستفادة منها لزيادة مبيعاتهم أو الحصول على عقود أكثر ربحية. في موسم 2023-2024، صدر المغرب ما يقرب من 630 ألف طن من الحمضيات من جميع الأصناف. بالنسبة للحملة الجديدة، فإن السيناريو الأكثر واقعية هو المحافظة على مستوى مماثل، دون تقدم كبير ولكن أيضاً دون تراجع ملحوظ.

تعلن توقعات شركة “Morocco Foodex” (وهي شركة متخصصة في تصدير المنتجات الغذائية المغربية) عن حملة تصديرية 2025-2026 في ارتفاع عام، بإجمالي صادرات يُقدر بـ669.386 طن، أي بزيادة 10% مقارنة بالحملة السابقة التي بلغت 610.573 طن.

في التفاصيل، تشير الكميات المتوقعة إلى ارتفاع قوي في صادرات البرتقال، التي من المتوقع أن تصل إلى 132.616 طن، بزيادة 51%. الكليمونتين “نور” ستتبع نفس الاتجاه بـ36.820 طن، أي بزيادة 35%.

الكليمونتين التقليدي سيشهد أيضاً نمواً ليصل إلى 199.450 طن، بزيادة 16%. في المقابل، ستسجل “Nadorcott” تراجعاً، بتوقعات تبلغ 300.500 طن، ما يعادل انخفاضاً بـ7% مقارنة بحملة 2024-2025.

على المستوى الجهوي، تضع التوقعات منطقة سوس كأول قطب تصديري بما يقرب من 428 ألف طن، منها 191 ألف طن من “Nadorcott” وأكثر من 114 ألف طن من الكليمونتين. تليها مراكش بـ86.400 طن، ثم الغرب بـ57.800 طن، والشرق بـ45.500 طن، وأخيراً بني ملال بـ52 ألف طن.

مع ذلك، يجب التعامل مع هذه التقديرات بحذر. الأرقام المطروحة ليست نهائية وتبقى مرهونة بعوامل عديدة، خاصة حجم الثمار وتطور الأسعار في السوق الداخلي. بعبارة أخرى، لا يزال من المبكر التأكيد بيقين أن الكميات ستصل إلى المستويات المعلنة.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى