Revue Hebdo OrientalEco This week's edition of your magazine
EconomicalEco
Nador

مرسى المغرب تبرم شراكة مع العملاق الصيني ZPMC لتجهيز ميناء الناظور غرب المتوسط

Economy of the East

تعزز شركة مرسى المغرب من قدراتها التشغيلية في موانئ المملكة من خلال شراكة استراتيجية جديدة مع العملاق الصيني ZPMC، والتي ستشهد تجهيز ميناءي الدار البيضاء والناظور غرب المتوسط بأحدث تقنيات المناولة البحرية.

أعلنت مجموعة مرسى المغرب عن إبرام اتفاقية مهمة مع شركة شنغهاي جنهوا للصناعات الثقيلة ZPMC، الرائدة عالمياً في تصنيع معدات المناولة البحرية. هذه الشراكة تأتي في إطار الرؤية الاستراتيجية لمرسى المغرب لأفق 2030، والتي تركز على الارتقاء بالخدمات اللوجستيكية وزيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ الوطنية.

تُعد شركة ZPMC من أكبر الشركات المصنعة للرافعات والهياكل الفولاذية الكبيرة في العالم، حيث تستحوذ على حوالي 75% من الحصة السوقية العالمية لرافعات الحاويات، وفقاً لإحصائيات 2015. هذه المكانة الرائدة تجعل من اختيار مرسى المغرب لهذا الشريك خطوة استراتيجية تضمن الحصول على أحدث التقنيات المتاحة في السوق الدولية.

شهدت الزيارة الأخيرة التي قام بها يو رويكاي، الرئيس المدير العام لشركة ZPMC، إلى المغرب في شتنبر الماضي لقاءات مثمرة مع طارق العروسي، المدير العام لمرسى المغرب. ركزت هذه المباحثات على استكشاف آفاق التعاون المشترك وبحث سبل تعزيز الشراكة بين الطرفين، خاصة في مجال توريد المعدات المتطورة وتقديم الحلول التكنولوجية المبتكرة للقطاع البحري المغربي.

تتضمن الاتفاقية الجديدة توريد ثمانية عشر رافعة حاويات من الجيل الأحدث، مصممة وفق أرقى المعايير التكنولوجية العالمية. ستوزع هذه المعدات المتطورة على محطات مرسى المغرب في الدار البيضاء وميناء الناظور ويست ميد، مما سيرفع من كفاءة عمليات المناولة ويقلص أوقات الانتظار للسفن التجارية بشكل كبير.

من المقرر أن تصل هذه الرافعات العملاقة إلى المغرب خلال الربع الأخير من سنة 2026، وهو التوقيت الذي يتزامن مع المراحل النهائية لإطلاق العمليات التشغيلية لمحور الناظور ويست ميد الاستراتيجي. هذا المشروع الضخم يهدف إلى تحويل المنطقة إلى بوابة لوجستيكية متقدمة تربط بين القارات وتخدم حركة التجارة الدولية.

تجدر الإشارة إلى أن شركة ZPMC، التي تأسست كشركة مملوكة للدولة ومدرجة في بورصة شنغهاي، تتميز بخبرة واسعة في مجال الهندسة البحرية والنقل البحري والهياكل الفولاذية الخاصة. الشركة الأم لـ ZPMC هي مجموعة الصين للاتصالات والإنشاءات، إحدى أكبر 500 شركة في العالم، مما يعكس الثقل الاقتصادي والتقني لهذا الشريك الاستراتيجي.

تعكس هذه الشراكة الثقة المتزايدة للمستثمرين الدوليين في القطاع البحري المغربي، كما تؤكد على التزام مرسى المغرب بتطوير شبكتها اللوجستيكية من خلال اقتناء أحدث التقنيات المتوفرة في السوق العالمية. هذا الاستثمار في المعدات المتطورة سيساهم في تعزيز القدرة التنافسية للموانئ المغربية على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة مع تنامي حجم التجارة العالمية والحاجة إلى حلول لوجستيكية أكثر كفاءة.

يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى مواكبة النمو المتسارع في حجم التجارة البحرية وتلبية احتياجات السوق المحلية والإقليمية. كما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال اعتماد تقنيات صديقة للبيئة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في العمليات الميناءية، مما يعزز من مكانة المغرب كمحور لوجستيكي رائد في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.

تُظهر هذه الشراكة أيضاً عمق العلاقات الاقتصادية بين المغرب والصين، خاصة في قطاع البنية التحتية، حيث تواصل الشركات الصينية المتخصصة تقديم حلول تكنولوجية متقدمة للمشاريع التنموية الكبرى في المملكة، مما يساهم في تحقيق أهداف النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى