Revue Hebdo OrientalEco This week's edition of your magazine
EconomicalEco
Nador

إدريس أعرابي: “ميناء الناظور غرب المتوسط هو القطعة المفقودة في المنظومة المغربية

Economy of the East

إدريس أعرابي، المدير العام لسلطة ميناء طنجة المتوسط، يؤكد أن النموذج المغربي الرائد الذي حقق نجاحه في طنجة المتوسط من خلال الجمع بين المركز البحري والمناطق الصناعية واللوجستية، سيتم تطبيقه تدريجياً على مستوى ميناء الناظور غرب المتوسط، مما يمثل تكييفاً لهذا النجاح الوطني على النطاق الإقليمي. هذه الرؤية الاستراتيجية تهدف إلى ترسيخ المملكة كمركز لوجستي محوري بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، في سياق عالمي يتسم بالأزمات وإعادة التشكيلات التجارية.

يشكل ميناء الناظور غرب المتوسط القطعة المفقودة في المنظومة المغربية، حيث يحمل رسالة مزدوجة تم تحديدها بوضوح منذ إطلاق المشروع وتعززت مؤخراً بتوقيع اتفاقيات الامتياز مع شركات عالمية رائدة مثل سي إم إيه-سي جي إم وإم إس سي. الميناء مخصص ليكون في الوقت نفسه ميناء عبور ونقل للحاويات، مع محطات تم منح امتيازاتها وأعمال البناء جارية حالياً، لكن خصوصيته تكمن أيضاً في بُعده الطاقوي.

طنجة المتوسط، التي تقع في قلب مضيق جبل طارق عند تقاطع أكبر الطرق البحرية التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب دون الحاجة لأي انحراف في حركة المرور، تمثل الأساس الراسخ لهذه الاستراتيجية الرابحة. هذا الموقع الاستراتيجي يعزز من أهمية المضيق الذي يحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث حركة المرور البحري، حيث تعبره ما يقارب مائة ألف سفينة سنوياً.

رغم التوترات الاقتصادية والجيوسياسية العديدة، ظل نشاط طنجة المتوسط مستمراً ولم يتأثر قط بالاضطرابات المختلفة المرتبطة بالحروب الاقتصادية أو التوترات الجيوسياسية. الميناء نجح دائماً في التموقع واستقطاب حركة المرور البحري العابر للمضيق، كما شهدنا ذلك مؤخراً مع أزمة البحر الأحمر حين أدى انحراف السفن عبر رأس الرجاء الصالح إلى إطالة الرحلة بـ ١٢ يوماً إضافياً.

الثلاثية المغربية المكونة من الناظور وطنجة والداخلة تعيد رسم الخريطة المرفئية الأفريقية، حيث لا يتعلق الأمر بمنافسة بين هذه المشاريع بل بالتكامل فيما بينها. معاً تشكل عرضاً وطنياً موحداً يمكن المغرب من التموقع كبوابة حقيقية لدخول وخروج البضائع، سواء للبحر الأبيض المتوسط أو لغرب أفريقيا.

مع دخول موانئ الناظور والداخلة الخدمة، سيضم المغرب ثلاثة موانئ كبرى تشغيلية، مما سيمنح بعداً جديداً لديناميكيته الاقتصادية واللوجستية. ميناء الداخلة الأطلسي على وجه الخصوص سيلعب دوراً استراتيجياً وفقاً للرؤية الملكية المعبر عنها في الخطابات السامية، حيث سيصبح مركزاً رئيسياً للنقل وإعادة التوزيع ليس فقط للواجهة الأطلسية المغربية بل لجميع دول غرب أفريقيا.

هذا التطور يأتي في شتنبر الحالي في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تحولات جذرية وإعادة تشكيل للمسارات التجارية، مما يضع المغرب في موقع متميز للاستفادة من هذه التغييرات وتعزيز دوره كجسر تجاري بين القارات الثلاث.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى