المغرب يغري المستثمرين في الهيدروجين الأخضر

Economy of the East
يتمثل “العرض المغربي” في مجال الهيدروجين الأخضر في استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى جعل المغرب رائدًا عالميًا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مستفيدًا من موارده المتجددة الوفيرة (الطاقة الشمسية، طاقة الرياح)، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وإطاره التشجيعي للمستثمرين.
يمكن أن يلعب الهيدروجين الأخضر دورًا رئيسيًا في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية المستوردة وتعزيز السيادة الطاقية، بفضل تطبيقاته المتعددة، خاصة في الصناعة الكيميائية، وتحديدًا في إنتاج الأمونيا.
فما هي الإجراءات الرامية إلى دعم جهود المغرب لتعزيز سيادته الطاقية عبر إنتاج الهيدروجين الأخضر؟ أوضحت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن “العرض المغربي يقوم على مقاربة شاملة وعملية وشفافة، تقدم رؤية واضحة للمستثمرين”. وأضافت أن “هذا العرض سيعطي دفعة قوية للاستثمارات في مجالات الطاقات المتجددة، وتحلية المياه، وإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وسيسهم في تطوير البنيات التحتية اللازمة لهذا المشروع”. ويشمل هذا المشروع سلسلة القيمة بأكملها، والإطار التنظيمي والمؤسساتي، بالإضافة إلى برنامج البنيات التحتية الضرورية.
ماذا عن الاستثمارات والإطار التنظيمي؟ وفقًا لردود ليلى بنعلي أمام البرلمان، تم تحديد مساحة أرضية تقارب مليون هكتار لتنفيذ “العرض المغربي”، كما جرى تخصيص 300 ألف هكتار لصالح المستثمرين خلال المرحلة الأولى. كما يُتوقع وضع إطار تشجيعي من حيث الاستثمار والجباية والجمارك لدعم حاملي المشاريع لضمان تنفيذ أفضل.
في هذه المرحلة، تتسارع وتيرة تنفيذ هذا العرض. فقد تم اختيار ست مجموعات استثمارية وطنية ودولية لتطوير سبعة مشاريع للهيدروجين الأخضر، تغطي ثلاث مناطق من جنوب المملكة، وهي: كلميم-وادي نون، والعيون-الساقية الحمراء، والداخلة-وادي الذهب. وهو ما “يعكس التزام المغرب بتسريع الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق أهدافه الطاقية المستدامة”، كما أوضحت الوزيرة. وتهدف المشاريع السبعة المختارة إلى توليد حوالي 20 جيغاواط من الطاقة المتجددة، منها نحو 10 جيغاواط من المحللات الكهربائية، وإنتاج حوالي 8 ملايين طن من مشتقات الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك الأمونيا الخضراء والوقود الاصطناعي والصلب الأخضر.
تشجع هذه المشاريع على تكثيف وتوطين ومشاركة البنيات التحتية، بما في ذلك محطات تحلية المياه باستخدام الطاقات المتجددة. مما سيمكن من “خفض تكلفة المتر المكعب من المياه المحلاة، مع ضمان ترشيد استخدام المياه والمساهمة في تعزيز السيادة الطاقية والمائية في آن واحد”.
تُقدر احتياجات هذه المشاريع السبعة المختارة بمتوسط 63 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا.
هذه الدينامية في القطاع تأتي بعد نشر رئيس الحكومة لمرسوم تنفيذ “العرض المغربي” في 11 مارس 2024. كما يُذكر أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ترأس يوم الخميس 6 مارس 2025 في الرباط اجتماع اللجنة التوجيهية المكلفة بمتابعة “العرض المغربي” في هذا القطاع الناشئ.
لجنة التوجيهية:
خلال اجتماع اللجنة التوجيهية المنعقد في 6 مارس بالرباط، تم اختيار 5 مستثمرين وطنيين وعالميين لتنفيذ 6 مشاريع في ثلاث مناطق جنوب المملكة، بتكلفة تبلغ 319 مليار درهم، تمهيدًا لبدء المفاوضات مع الأطراف المختارة. ويتعلق الأمر بشركات رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر في بلدانها، والتي تشكل اتحاد المستثمرين “ORNX”، المكون من الشركة الأمريكية “Ortus”، والشركة الإسبانية “Acciona”، والشركة الألمانية “Nordex”، والتي ستستثمر في إنتاج الأمونيا. بالإضافة إلى اتحاد آخر للمستثمرين، يضم الشركة الإماراتية “Taqa” والشركة الإسبانية “Cepsa” لإنتاج الأمونيا والوقود الصناعي، وكذلك الشركة المغربية “ناريفا” التي ستستثمر في إنتاج الأمونيا والوقود الصناعي والصلب الأخضر. كما ستنتج الشركة السعودية “أكوا باور” نفس المادة، بينما من المتوقع أن ينتج اتحاد آخر مكون من الشركتين الصينيتين “UEG” و”China Three Gorges” الأمونيا.
تطوير القطاع:
تضاف هذه المشاريع الستة إلى مشروعين آخرين ضمن الاتفاقين الموقعين في أكتوبر 2024 بالرباط. يركز الأول على تنفيذ “العرض المغربي” لتطوير سلسلة الهيدروجين الأخضر، ويشمل شراكة بين المغرب ومجموعة “توتال إنرجيز”. بينما يتعلق الاتفاق الثاني بالشراكة بين المكتب الشريف للفوسفاط وشركة “إنجي”، ويضم خمسة مشاريع، أحدها مخصص لسلسلة الهيدروجين الأخضر.
تجدر الإشارة إلى أن إجراءات اختيار المشاريع في إطار “العرض المغربي” للهيدروجين الأخضر لا تزال مفتوحة أمام المستثمرين.
This week's edition of your magazine



