Revue Hebdo OrientalEco This week's edition of your magazine
EconomicalEco
Region

جهة الشرق تطلق رسميًا برنامج التدرج المهني لتعزيز إدماج الشباب في سوق الشغل

Economy of the East

احتضن مقر المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة الشرق، يوم أمس الثلاثاء 16 دجنبر 2025، اجتماعاً خُصص لإعطاء الانطلاقة الرسمية لبرنامج التدرج المهني، وذلك برئاسة المديرة الجهوية لقطاع الشباب السيدة ناجية النور، وبحضور كل من محمد علوي، المندوب الجهوي للتكوين المهني بوجدة، وعبد الواحد لحريش، المدير الجهوي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، إلى جانب أطر المديرية ونظار مختلف مراكز قطاع الشباب بجهة الشرق.

إطار مؤسساتي لتنزيل برنامج التدرج المهني

يأتي هذا الاجتماع في سياق تنزيل الاتفاقية التنفيذية الخاصة ببرنامج التدرج المهني، وتفعيلاً لمضامين عقد البرنامج الموقع بين وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، ووزارة الاقتصاد والمالية، وقطاع الشباب، في أفق سنة 2030. ويُدرج هذا التوجه ضمن رؤية وطنية تروم تعزيز قابلية تشغيل الشباب وربط التكوين بالحاجيات الفعلية لسوق الشغل، بما ينسجم مع التحولات التي يعرفها النسيج الاقتصادي على المستويين الجهوي والوطني.

ويمتد البرنامج على مدى خمس سنوات، ويستهدف تكوين 3254 شاباً وشابة في مجال التدرج المهني، بغلاف مالي يقدر بـ 16,7 مليون درهم، مع تعبئة 21 مركزاً تابعاً لقطاع الشباب بجهة الشرق. وتغطي هذه المراكز شعباً مهنية متنوعة، صُممت للاستجابة لمتطلبات النسيج الاقتصادي الجهوي، في محاولة لملاءمة العرض التكويني مع الطلب الفعلي على الكفاءات.

من التعاقد إلى التنزيل العملي

ويُعد هذا الاجتماع، باعتباره أول اجتماع للجنة التتبع الجهوية، محطة مؤسساتية تعكس الانتقال من مرحلة التعاقد إلى مرحلة التنزيل العملي للبرنامج. كما يجسد إرادة مشتركة بين مختلف الشركاء من أجل جعل برنامج التدرج المهني آلية عملية للإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب، عبر إرساء مسارات تكوين واضحة وقابلة للتتبع.

وخلال أشغال الاجتماع، جرى التأكيد على أهمية اعتماد برنامج عمل واضح، وخطة تكوين دقيقة، إلى جانب ضبط آليات التتبع والتنسيق وتحديد الأدوار والمسؤوليات. ويهدف هذا التأطير إلى ضمان احترام المقتضيات القانونية والتنظيمية المؤطرة للتدرج المهني، وتحقيق الأهداف المسطرة وفق آجال ومعايير محددة.

التزام قطاع الشباب وشركائه

في هذا السياق، أكدت السيدة ناجية النور أن المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة الشرق تنخرط في هذا الورش الوطني بروح المسؤولية والالتزام، معتبرة القطاع شريكاً أساسياً في إنجاح البرنامج. وأبرزت أن هذا الانخراط يتم من خلال تعبئة مؤسسات التكوين التابعة للقطاع، وتوفير الأطر البيداغوجية والإدارية المؤهلة، والسهر على جودة التكوين، وضمان ظروف ملائمة لاستقبال الشباب المستفيدين.

من جهته، أوضح محمد علوي، المندوب الجهوي للتكوين المهني بوجدة، أن برنامج التدرج المهني يشكل إضافة نوعية لمنظومة التكوين المهني بالجهة، لكونه يعتمد مقاربة عملية تقوم على التعلم داخل المقاولة، وربط التكوين المباشر بمتطلبات سوق الشغل. وأشار إلى أن هذا التوجه من شأنه تعزيز فرص الإدماج المهني للشباب، عبر تزويدهم بكفاءات تطبيقية ترفع من قابليتهم للتشغيل.

وأكد المتدخل نفسه أن التنسيق المؤسساتي بين قطاع الشباب، والتكوين المهني، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، يمثل دعامة أساسية لإنجاح هذا البرنامج، مشدداً على أهمية انخراط النسيج المقاولاتي الجهوي في احتضان المستفيدين ومواكبتهم، بما يضمن تحقيق الأثر الاقتصادي والاجتماعي المنتظر.

برنامج في سياق تحديات سوق الشغل

ويأتي هذا اللقاء في سياق وطني يتسم بتزايد انتظارات الشباب، وتنامي التحديات المرتبطة بسوق الشغل، وهو ما يبرز أهمية برامج التكوين المبتكرة، وعلى رأسها التدرج المهني، كأداة لمواجهة هذه التحديات عبر إرساء مسارات تكوين أكثر واقعية ونجاعة.

ويعتمد برنامج التدرج المهني على فلسفة تقوم على التقريب بين التكوين وسوق الشغل، وتكريس التعلم بالممارسة، وتعزيز دور المقاولة كفضاء للتكوين إلى جانب دورها الإنتاجي. ويعكس هذا التوجه تحولاً في مقاربة التكوين المهني بالمغرب، من منطق التكوين النظري إلى منطق الكفايات المرتبطة بالممارسة المهنية.

واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أن جهة الشرق، بما تزخر به من طاقات شبابية وبما تتميز به من خصوصيات اقتصادية واجتماعية، تشكل فضاءً مناسباً لإنجاح هذا النوع من البرامج، شريطة حسن التخطيط، ودقة التنزيل، والتتبع المستمر، والتقييم الموضوعي، بما يضمن انطلاقة موفقة لبرنامج التدرج المهني واستجابة فعلية لحاجيات شباب الجهة.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى