Economy of the East

وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مذكرة مفصلة لرؤساء الجامعات تشرح آليات تطبيق القرار الوزاري المتعلق بإلغاء الامتحان الكتابي للولوج إلى سلك الماستر. هذا التحول الجذري في نظام التعليم العالي المغربي يأتي في إطار استراتيجية شاملة لتطوير منظومة التكوين الجامعي وتحسين جودة التعليم العالي.

تؤكد المذكرة الوزارية أن دفتر المعايير البيداغوجية الجديد للماستر يهدف أساساً إلى تحسين جودة التكوين وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل المتطورة. من بين أبرز التغييرات المعتمدة، تم تقليص الحجم الساعي للدروس النظرية بشكل ملحوظ، مما يتيح تكييف المسارات التكوينية مع احتياجات الطلبة الفعلية ومتطلبات السوق المهنية المعاصرة.

هذه الإصلاحات الجوهرية من شأنها تبسيط التدبير الإداري والبيداغوجي لشعب الماستر، فضلاً عن فتح آفاق جديدة لإحداث تخصصات إضافية واستقبال أعداد أكبر من الطلبة. الهدف المنشود هو تنويع العرض التكويني وتعزيز قابلية توظيف الخريجين في مختلف القطاعات، حسبما تشير المذكرة الوزارية.

فيما يخص عملية القبول والانتقاء، تذكر المذكرة أن الاختيار سيتم حصرياً على أساس دراسة الملفات، وفقاً للمعايير المحددة في الملف الوصفي لكل شعبة معتمدة. تحصل الفرق البيداغوجية على حرية أوسع لتحديد طرائق الانتقاء وإدماجها ضمن هذه الملفات، التي تبقى خاضعة لتقييم الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي.

تشدد المذكرة أيضاً على الدور المحوري لمنسقي الشعب وفرقهم المختصة، المكلفين بضمان التناسق والانسجام بين مهام رئاسات الجامعات والأقسام وبرامج الماستر، سواء على المستوى الإداري أو البيداغوجي. هذا التنسيق يهدف إلى تحقيق تكامل مؤسسي فعال يضمن جودة التكوين والتدبير.

تطالب الوزارة الجامعات بالحرص على تطبيق الإصلاح بطريقة صارمة ومنهجية، مع ضمان جودة التكوينات والشفافية وتكافؤ الفرص لجميع الطلبة. هذا التوجه يعكس الالتزام الحكومي بإرساء نظام تعليمي عالي يتسم بالإنصاف والمساواة في الولوج إلى التعليم العالي.

تجدر الإشارة إلى أن الطلبة الحاصلين على الإجازة في إطار “مراكز التميز” يستفيدون من ولوج تلقائي إلى الماستر المقترح من طرف هذه المراكز، مما يشكل مساراً تفضيلياً للمتفوقين أكاديمياً. هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع التميز الأكاديمي وضمان استمرارية التكوين للطلبة المتميزين.

يأتي هذا الإصلاح في سياق تطوير شامل لمنظومة التعليم العالي المغربي، الذي يسعى إلى مواكبة التطورات العالمية في مجال التعليم العالي وتحقيق الجودة والتنافسية على المستوى الدولي.